«العربية» خطوة إلى الأمام
أصبح طلب المواقع الإلكترونية ممكنا بالحرف العربي على شبكة الإنترنت. وفي ذلك سجلت دولة الإمارات العربية المتحدة سبقا في وضع اللغة العربية وحرف الضاد لغة معتمدة في تسجيل واستخدام عناوين المواقع إلى جانب الحروف اللاتينية. وهذا يعني خطوة مهمة تخطوها اللغة العربية إلى الأمام بعد سجل ثقيل من الخطوات إلى الخلف، وأهمية الخطوة تأتي من أهمية الإنترنت في عمليات نقل المعلومات وتبادل المعرفة على جميع المستويات الرسمية، والتجارية، والعلمية، والشعبية.
هذه الخطوة تشجعنا على التفاؤل بخطوات متقدمة أخرى ستخطوها عملية تمكين اللغة العربية على صعد أخرى مختلفة، فإذا كان فضاء الإنترنت الذي ألقيت عليه كل مسوغات تفضيل اللغة الإنجليزية على العربية قد أصبح متاحا لتصطف فيه اللغة العربية إلى جانب الانجليزية ولغات أخرى بمبادرة فريدة من دولة الامارات، فمن باب أولى أن تعود لغتنا الأم لتأخذ مكانها المتقدم في تفاصيل حياتنا اليومية، في المراسلات الرسمية، والمؤتمرات، والملتقيات، والأعمال، وفي التعليم، والإعلام، والوظائف، وكل ما يعبر عن دورة الحياة في الدولة.
والمكان المتقدم لا يقبل القسمة على اثنين تحت مسميات كالثنائية والتعددية، فلا ثنائية في الهوية، وبالتالي لا ثنائية لوعاء هذه الهوية وهو اللغة، ولا تعددية في المواطنة واللغة العربية هي لسان هذه المواطنة، وبفضل القناعة القوية والراسخة لدى قيادة الدولة بأهمية اللغة العربية كإحدى أهم مفردات ورموز الهوية الوطنية والتي أدت إلى تحقيق السبق للدولة كإحدى أربع دول فقط على مستوى العالم تحظى بحق تسجيل اسماء النطاق الإلكتروني بلغتها الأم، فإن الدور يأتي الآن على الجهات المختصة في القطاعات المختلفة للأخذ بزمام المبادرة، لتمكين اللغة العربية على جميع الصعد، عبر خطة عملية مبرمجة تتجاوز حدود الخطاب المستهلك إلى البرامج والمشروعات الحقيقية.