أقول لكم
نقطة سوداء لن تضيف شيئاً إلى تاريخ أسود، الملوث لا يتلوث، بهذا المنطق يتعامل الصهاينة مع العالم، نتنياهو ملطخ من قمة رأسه إلى أخمص قدميه، ومعه إيهود باراك الذي بدأ تاريخه بجريمة شارع فردان في بيروت بداية السبعينات، يوم تنكر في لباس امرأة ومكياج الساقطات، وهناك قتلوا ثلاثة من قيادات فلسطين، أياديهم مغموسة في الدم، دم يتوزع في العواصم والمدن والبحار بعد الذي فعلوه يوم أمس، إنها الاستهانة بكل الأنظمة المسيّرة للكون، عكس التيار يمشون، ولا يوقفهم أحد، ولا يحاسبهم عاقل، والنفاق الأوروبي مستمر في مواجهة الغطرسة الصهيونية، الكل يدين ذلك التصرف الهمجي الأرعن ضد سفينة مدنية تحمل مساعدات طبية وغذائية وإنشائية لشعب محاصر من كل اتجاه، ولكن هؤلاء الذين يجاملون المصالح والغايات السياسية في أوروبا يطلبون لجنة تحقيق إسرائيلية وكأنهم فقدوا أبصارهم وبصائرهم، فذلك الذي أطلق الصاروخ على السفينة المتقدمة لأسطول الحرية لم يتصرف من عنده، هو لا يملك حق العدوان قبل أن تصله الأوامر من قادته العسكريين والسياسيين، والقتلة المجرمون لا يحقق في جرائمهم، ولكن جهات الاختصاص الدولية هي التي تحقق، وهي التي تحاكم، وهي التي تطلب القصاص لكل روح أزهقت، وكل قطرة دم أريقت في عرض البحر، وكان ينتظر من الأوروبيين أن يكونوا أكثر إنسانية في هذا الحدث بالذات، لما يمثله من اعتداء على كل القوانين والشرائع الدولية، وأن يقفوا مع الحق مرة واحدة على الأقل، فهذه هي العدالة التي يتغنون بها، وأي التفات حول الحق والعدل والواجب، ما هو إلا خروج على الشريعة الدولية، ومع كل تعاطفنا مع الذين قتلوا في السفينة وأسرهم، وقلقنا على المصابين ورعايتهم ومن اقتيدوا إلى «أشدود» قسراً وحمايتهم، أقول لكم، مع كل ذلك، إضافة إلى القلق على زميلنا عباس اللواتي مراسل «غلف نيوز»، ربما يكون عزاؤنا أن هذه النقطة السوداء الجديدة في تاريخ الدولة العنصرية قد تزيل غشاوة مازالت تغطي أعين بعض الدول وسياسييها الذين يتعاطفون مع الدعاية الصهيونية الكاذبة دوماً.