5 دقائق
«ووركاهوليك»
يوم الجمعة الماضي، وكما هي العادة في هذا العام - كأن الإجازات قد تآمرت علينا - صادفت ذكرى الإسراء والمعراج يوم الجمعة أيضاً.. ويا فقير لك الله!
وهي ليست المرة الأولى في هذا العام التي تتآمر علينا فيها الشمس والقمر والتقويم الهجري والميلادي وجهات أخرى، فرأس السنة الهجرية كان يوم جمعة ورأس السنة الميلادية كذلك، وصادفت ذكرى المولد النبوي يوم جمعة، وكذلك الإسراء والمعراج ولكي تكون لي البشارة لدى القراء فسيكون عيد الفطر في «نهاية الاسبوع» وسيكون اليوم الثاني من العيد الوطني يوم جمعة، وحتى بداية 2011 سيكون يوم سبت.. ولا أراكم الله مكروهاً بعزيز.
بالطبع صدرت تعليمات بعدم تعويض الإجازات من الجهات المعنية ولكن الكل يعلم أن الجهات المعنية إنما تعتمد على توصيات ورؤى من الباحثين والخبراء وهؤلاء معظمهم من طلبتنا الذين ابتعثناهم للدراسة في الخارج فعادوا لنا وقد عوجت ألسنتهم وأصبحوا يطعمون لغتهم الإنجليزية بكلمات عربية وليس العكس والأدهى أنهم عادوا وقد أصبحوا «ووركاهوليك» أو مدمني عمل بشكل لا يصدق.
صحيح أن الدول التي درسوا فيها ناجحة إدارياً واقتصادياً وتنظيمياً ولكن «يا شين السرج ع البقر!» ليس كل ما ينفع لديهم ينفع لدينا ، في الغرب يوجد مدمنو عمل لأنهم غالباً ليست لديهم أسر ولو وجدت فسيكتفي رب الأسرة بوضع صور أبنائه على «الدسك توب» ويرى والديه مرة في العام «في عيد الفصح» لتناول الديك الرومي، وزوجته أو زوجها سيكون مطلقاً في الغالب منذ عشر أعوام لذا فالأمر سيان.
لدينا أهل يغضبون إن لم نتصل بهم يومياً وأصدقاء يكفي أن تغيب عن مجلسهم يومين متتاليين لكي تبدأ «المسجات» على غرار «هيييه يا بوفلان والله تكبرت وغيرتك الدنيا!» وأبناء علينا أن نعلمهم «السنع» في عشر سنوات إن كنا محظوظين.. نحن من مجتمع والغربيون من مجتمع آخر.. الإجازة لديهم فائض ولكنها لنا «حاجة».
أعزائي القادمون غرباً حملة مشاعل التنوير وحاملات التنورات المشتعلة.. ألا يكفي أننا رضخنا لمطالبكم في زيادة جرعات الحرية والمجتمع المدني وطرق الاحتفال والتعاطي مع الآخر وكل ما بشرتمونا به، ومستعدون لتقديم المزيد والمزيد من التنازلات؟ أنا شخصياً مستعد لأن أداوم لكم بالكرافته والبنطلون «بو سوسته» وأن يكون يوم عملي بين كلمتي «هاي وباي».. ولكن أعطونا القليل وفقط القليل من التنازلات وأولها عدم الضغط على الجهات المعنية لزيادة ساعات العمل وتقليل أيام الإجازات.
واشترطوا على كل طالب مدرسة أن يكرر عبارة «ليبرالي ورا ليبرالي»، من دون أخطاء ولعشر مرات متتالية لكي يحصل على الإجازة.
يا جماعة الخير.. حبة لكم.. وحبة لنا.
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .