(وداعاً لـ «عزيزي.. ومثلاً»؟!)

كما قرأتم فقد حددت هيئة تنظيم الاتصالات المشرفة على شبكات الاتصال يوم الحادي عشر من أكتوبر موعداً لإلغاء خدمات الماسنجر والتصفح الإلكتروني والبريد، وباختصار أنها اختارت تكسير مجاديف الـ«بلاك بيري»، فسيصبح بعد إلغاء هذه الخدمات مجرد جهاز ثقيل الظل كبير الحجم ذي رنة مزعجة على أنني كنت أعتقد أنه كان سيكون أجمل لو اعلن عن ايقاف الخدمات في السادس من اكتوبر مثلاً، لكي نتشارك وجدانياً مع إخواننا المصريين ونعتبره نصراً من نوع آخر، أو ربما نجعله في العاشر من اكتوبر 2010 لكي يكون تاريخاً لا ينسى، خصوصاً إذا تقرر ايقاف الخدمات في العاشرة وعشر دقائق لكي تكون هيئة تنظيم الاتصالات متفردة مع هيئة الطرق والمواصلات في اختيار الأرقام المميزة،أ ولكن إحداهما اختارت بداية الانطلاقة لقطارها والأخرى قررت ارساله إلى المقبرة.. كثيراً كان مطوع الحي يقول لي عندما يمسكني متلبساً بإلقاء «شلق» على رواد المسجد بأن «الابن العاق يجيب لأهله المسبة» وهذا بالضبط هو ما حصل مع مستخدمي الـ«بلاك بيري» فتلك الفئة التي لم تجد أفضل من أرضية الخدمات المذكورة لتروج لشائعات وفاة ميحد حمد وعبدالله بالخير وعبادي الجوهر واحلام، ولا أعلم لماذا اختصت المطربين بهذه الشائعات! هل كان من السيئ أن تنال الشائعات جورج بوش الابن، أو شارون الذي يبدو أن حساب الملائكة معه لم ينته منذ اربع سنوات؟ ثم تابع الأبناء العاقون شائعاتهم فبدأوا بالموضوعات الخاصة بالحرائق، ففي كل يوم شائعة حريق ودمار مصنع، وشامبو مسرطن، وبفك مسموم.. وأخيراً كانت الطامة الكبرى بالدعوة إلى الاعتصامات والمسيرات وكأننا «عم نشتي ببيروت»، ولا أعلم ما الذي يمكن أن يُغضب البعض في الإمارات؟ فلم يبق فعلاً إلا أن تقوم الحكومة بتعيين صيني «لتدليك» كل مواطن..

استفدنا كثيراً من خدمات الـ«بلاك بيري» في الفترة الماضية، خصوصاً عندما تكون هناك عملية «تزويغ» من الدوام، وترد على الايميلات بكل أريحية وكأنك موظف صالح جالس على مكتبك، بينما الواقع أنك تتسلى بلعب الدومينو ونفث الدخان على كورنيش عجمان.. وقد وجد البعض طريقة للتعامل مع الجملة التي يصر الجهاز على تأكيد أن البريد مرسل منه فيها..

اللطيف في الأمر أنه حتى خبر ايقاف الخدمة لم يصل الينا عبر الطرق الرسمية إلا في ساعة متأخرة بالأمس، أما بداية انتشار الخبر فكانت قبل يومين وبالـ«بلاك بيري» نفسه.. وعلى نفسها جنت براقش..

سنخسر خدمات مميزة ولكن بالطبع أصحاب القرار يرون من زوايا لا نراها، وطالما أننا نثق بهم ونثق بمن وثق بهم.. فليجهز كل منا مبلغ 3645.5 لشراء الجهاز المنافس الذي يتوقع نزوله قريباً..

بصراحة الأمر الوحيد الذي سنفتقده كثيراً هو رسائل «عزيزي ومثلاً»، وأرجو من القائمين على حماية التراث «الحداثي» توثيقها في كتاب.. لأن بعضها كان مضحكاً فعلاً، وتوصّل معلومة أو نصيحة بأسلوب ذكي وخفيف.

shwaikh@eim.ae

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى الضغط على اسمه 

الأكثر مشاركة