رؤية
كيف تترجم المسؤولية في الإمارات ؟
بعض القيادات المسؤولة في وزاراتنا ومؤسساتنا، لا تقوم بواجباتها المنوطة بها، فهي تستثمر وقت «المسؤولية» في إدارة مصالحها ورؤوس أموالها، ومتابعة أسهمها في بورصات الدولة، وعقاراتها في سوق العقار، وفيما تقوم بذلك، فإن هناك نهباً مستمراً في وقت الدولة ومشروعاتها، من قبل موظفين لا يجدون متابعة ومساءلة من قبل القيادات في الوزارة أو المؤسسة.
وفيما تتردى الأوضاع في فرع الوزارة أو المؤسسة، فإن المسؤول الذي يعيش في برجه العاجي، وينشغل بأعماله الخاصة وتجارته، لا يكترث بما يحدث، والنتيجة تراجع في مستوى الأداء والتميز، وتخلف في مستوى الجودة.
إن المسؤولية أمانة، فهل تدرك القيادات الإدارية معنى ذلك؟ وهل يمكن أن يتحرر المسؤولون من كراسي المسؤولية، ويقوموا بزيارات، ولو كانت خاطفة، لفروع وزاراتهم أو مؤسساتهم، ليتأكدوا من فاعلية مفاصل تلك المؤسسات، وليطمئنوا على سير العمل فيها، وكفاءة العاملين، وحرصهم على تنفيذ مصالح الناس، وخدمة المجتمع؟
إن المسؤولية تحتم على أولئك المسؤولين القيام بزيارات إلى مختلف إمارات الدولة، للوقوف على أوضاع الإمارة في نطاق اختصاصات الوزارة أو المؤسسة.
ومن المؤسف حقاً، أن تكون تلك الزيارات نادرة من قبل مسؤولين، وكأن محيط عملهم فقط دواوين الوزارة، ولا يعنيهم أمر ما يحدث في بقية الإمارات، ما أفقد المؤسسة الاتحادية دورها، والتشريع والقانون الاتحادي قوته وتأثيره، في تصحيح الأوضاع الاجتماعية، والاقتصادية، والتعليمية، والصحية، وبالتالي فإن من الطبيعي أن يكون الحضور المحلي، سواء في القرار أو النظام، أقوى من الحضور الاتحادي، ما انعكس على الكيان الاتحادي الذي أصبح مهزوزاً أو ضعيفاً، على عكس البدايات التي اتسمت بالرغبة الشديدة من قبل إمارات الدولة، في تعزيز وحدة الدولة، وتقوية أركانها، والنهوض بمستقبل الدولة، والإنسان الإماراتي.
إن أوضاع الدولة المتراجعة تتطلب إحساساً أكبر بالمسؤولية، ووعياً أوضح بالمسؤوليات المنوطة بكل وزارة أو مؤسسة، في ظل الرغبة في تحصين الدولة.
ومن هنا فإن الأمر يتطلب مراجعة المسؤوليات، وتقييم القيادات المسؤولين في وزاراتنا ومؤسساتنا، للتأكد من قدرتهم على القيام بمسؤولياتهم، واستعدادهم الذهني والصحي والنفسي للقيام بها، ثم تقييم النتائج، وضرورة أن تكون هناك محاسبة موضوعية لتلك القيادات في حال تخلفها عن القيام بدورها ومسؤولياتها.
فهل تشهد الإمارات عهداً جديداً يتسم بالمحاسبة وتقييم فعل المسؤولية؟
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .