(طنط هيلاري شخصياً؟!)
لا أحبذ عادة الكتابة عن الموضوع نفسه مرتين، لأن شعوبنا المترفة ملولة بطبعها، ولا تجد أمل من كاتب عمود لا يجد سوى مادة واحدة لعمودين، ولكن ما أجبرني على التكرار هو أن خبر يوم الجمعة الماضية يستوقف قارئه بقوة، السيدة هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية الأميركية، تقول إن بلادها ستجري مباحثات مع دولة الإمارات بخصوص قرار منع الـ«بلاك بيري»! هل ستفتقد هيلاري كلينتون عزيزي مثلاً؟!
منصب وزير خارجية الولايات المتحدة الأميركية يأتي في تأثيره الإعلامي والخارجي بعد منصب الرئيس مباشرة، فهو الشخص الأكثر وجوداً في بؤرة الأحداث، إلا أن التاريخ الذي لا نقرأه مطلقاً يشير إلى شعوبنا العربية بكل وضوح بأن هذا المنصب لم يشغله قط سوى أسوأ القوم طراً تجاه العرب وقضاياهم، فمن هنري كيسنجر، عرّاب النظام العالمي الجديد، إلى غراب البين كونداليزا رايس، مروراً بجيمس بيكر، والرجل القوي مادلين أولبرايت، لم يحصل أن رأينا في أي منهم ميلاً، ولو بسيطاً، لقضايانا أو اهتماماً بما يطلق عليه في علم السياسة «المصالح المشتركة»، فلماذا اليوم هذا الاهتمام يا سيدة هيلاري وأنت على أعتاب سن اليأس السياسي؟! حتى في قضية مونيكا لوبنسكي الشهيرة، وذلك السيجار الذي يصر الزميل أحمد أميري، الكاتب في جريدة «الاتحاد»، على أنه قد اشتراه من زائر نيجيري لدبي، وأنه يدخن منه شفطة في اليوم لإبقائه أطول فترة ممكنة، حتى في تلك القضية لم تخرج هيلاري كلينتون للعلن وبقيت صامتة! ولكن يبدو أن «بلاك بيري» الإمارات أهم بكثير من مخادع الزوجية، ووراء الأكمة ما وراءها.
السيدة هيلاري، التي مازالت ابنتها الوحيدة تشيلسي تقضي شهر عسلها المتأخر مع رجل مجهول، إلا أنه يحمل تلك الـ«زيسكي» غير المطمئنة في نهاية اسمه، تركت الاطمئنان على وحيدتها لتتفرغ للـ«بلاك بيري» في الإمارات.
أعرف كثيرين كانوا غاضبين عن القرار، لأسباب مختلفة، وهذا شأنهم، ولكني متأكد من أن الجميع أيضاً في الإمارات يرفضون أي تدخل من أي كائن كان للوصاية على القرارات السيادية، ولولا أن في الأمر رائحة نتنة وأجندة يعلم الله ما وراءها لما تحركت أكبر وزارة خارجية في العالم لكي تقف بجوار مطلب من شركة ذات جنسية أخرى.
الأمر أصبح واضحاً ولا يحتاج إلى تفسيرات أو اجتهادات... من يملك السيطرة على مصادر الإشاعات يملك بث ما يشاء، ويملك التحكم في طبيعة وتوجه الرأي العام، ونحن نرفض أن يكون هذا الأمر لدى غير الجهات الأمنية في الإمارات.
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى الضغط على اسمه.