5 دقائق

قليل من الصدق لا يفطر

عبدالله الشويخ

اليوم هو اليوم السادس بمعنى أن «التسخين» قد انتهى وبدأ الجد، وكثيرة هي القرارات التي نقرر اتخاذها، وقليلة هي تلك التي نلتزم بها فعلاً.. قرر أحدهم أن يتخلى عن عادة الكذب بألوانها الزاهية الأبيض والوردي والأزرق مع الاعتذار إلى علم روسيا، وأن يتخلى عن عادة الحلف قبل كل جملة، وأن يترك الحلف على معنى ويترك معنى آخر في داخله بما يسميه المطاوعة «التدليس»، أو أن أقول أمراً وأنا أشبك يدي خلف ظهري على طريقه أبطال مسلسل فريندز.

ومن أجل هذه الحملة ومن تجارب شخصية وتجارب كثير من المقربين، دعونا نعري أنفسنا ونفضح ذواتنا أمامنا بسرد أشهر 10 كذبات نستخدمها نقطة بداية للتخلص منها، فكما يقول النفسانيون أن «تعترف بالمشكلة بداية الطريق لحلها».

الكذبة الأولى الأكثر انتشاراً: عبارة (عشان العيال) فهو يسهر عشان العيال، ويعمل في الخارج لـ10 سنوات عشان العيال، ويتحرر من جميع القيود عشان العيال، وفي النهاية تكتشف أن عياله عيال ستين (...)، وأنهم لم يروه منذ أكثر من خمس سنوات على الأقل.

الثانية: عبارة (كسر الريجيم)، فعندما يعلم مضيفك ذو الأرداف الوافرة بأنك تقوم بنظام حمية وبسبب الحسد والغيرة، ولأنه يريد أن تكون ذا ردف مثله يصرّ عليك أنه في كل أسبوع يجب أن «تكسر الريجيم لمدة يوم، وأن هذا ما أثبته العلم، وهكذا ستصدقه وتخسر ما حوشته في الأسبوع كله». الثالثة: (خطبوني ف عرس فلانة) وهي عبارة مملة تحب النسوة ترديدها دائماً، وإن كن بأربعة أو خمسة أطفال لكي تثبت لزوجها أنها ليست «بايرة» ومازال الطلب عليها قائماً. الرابعة: (سأبدأ التشييش لكي أترك التدخين)، وفي النهاية سيدمن على الاثنين معاً ليستدعيك دامع العينين وهو يحمل «قوطي خضر» على الشاطئ المجاني الوحيد المتبقي في دبي ليخبرك بأنه مصاب بسرطان الحنجرة ويوصيك بأولاد الستين (...) المذكورين سلفاً وبالديون المترتبة عليه للبنوك. والخامسة: (حب واحترام) وهي عبارة يستخدمها الكثير من الأزواج في وصف سبب ارتجافهم لدى رؤية اسم الزوجة على شاشة الجوال. والسادسة: (ف حياتي ما بتزوج غيرك)، بينما ستسقط فعلياً في غرام أول شاعر يلقي عليها قصيدة بعدك. والسابعة: (أعوذ بالله من كلمة أنا).. وإذا لاحظت، فهذه العبارة لا يستخدمها سوى حملة «الأنا» العليا.

الثامنة: (مكروه وليس حرام): وبسبب تسامح المفتين أخيراً فكل شيء مكروه وبالتالي كل شيء حلال.. وأنتهز هذه الفرصة لشكر المفتي الذي سُئل عن السبايا بعد تحرير القدس، فقال انت حرر فسطين أولاً وتعال (...). التاسعة: (هذي أول سيجارة من الفطور): وعندما تلاحظ أن «باكيته» ليس به سوى اثنتين فهو يعني إما أنه من صغار الشياطين الكذابين الذين لم يصفدوا، وإما أنه من قوم (التونة)، العاشرة وهي بالمناسبة فيرجن ،2010 ولم أسمعها إلا من زميلي في هذا العام (لا تجوز صلاة التراويح في كل رمضان)، والسبب الذي تفتقت عنه عبقرية شريكي في لعبة (الحكم) هي أننا إن صلينا التراويح يومياً في رمضان فنحن نرفعها إلى مرتبة الفرض وهذا لا يجوز.

اللهم إني أتوب إليك من كل ما هو بين قوسين.. اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا.

shwaikh@eim.ae

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

 


 

تويتر