من المجالس
ستهدأ العاصفة إيذاناً لعاصفة العيد
ستهدأ عاصفة «البقدونس» و«الكوسة» قليلاً، وستعود الأسعار في أسواق الخضراوات إلى المزيد من الاستقرار بعد انقضاء الأسبوع الأول من شهر رمضان. ليس بجهد وزارة الاقتصاد، مع كل التقدير للجهود المخلصة والدؤوبة التي تقوم بها الوزارة في هذا الصدد، ولكنه بتدبير من سلاطين السوق. ولن يكون الهدوء إيذاناً بتوبة هؤلاء السلاطين وخوفهم من «دعوات» الصائمين والاستماع لنصائح أهل الدين، والإيمان بتقوى الله والرفق بمدمني «التبولة» و«الفتوش» و«المحاشي». ليس ذلك وإنما هو هدوء مؤقت استعداداً لنفخة جديدة تثير زوابع وعواصف ستضرب هذه المرة أسعار الفواكه التي عادة ما يكون عليها الدور في عيد الفطر بعد أن تنتهي حلقة الخضراوات في بادئ رمضان.
قلنا إنه مسلسل سمج يتكرر في كل عام، وبالسيناريو نفسه، مع تغييرات وإضافات تناسب كل جديد، ولا جديد في كل تفاصيل الموضوع.. لا جديد في ارتفاع الأسعار، ولا جديد في عويل الصائمين المتخمين، ولا جديد في تهديد السلطات المختصة، ولا جديد في مراحل «الخطة». وربما لن يجد القارئ أي جديد في ما يقوله الكتّاب وتنقله الصحف وإن تغيرت صور بعض الوجوه.
المشكلة بين طرفين: بائع ومشترٍ، الأول يعرف ماذا يريد، والطرف الثاني يعرف ما يقول لا ما يريد. والمشكلة الكبرى في اعتقادي مشكلة وعي استهلاكي، هذه المشكلة هي التي حوّلت المناسبات جميعها، وليس رمضان وحده، إلى عواصف وهزّات لا يكاد يخرج الناس من إحداها حتى يدخلوا في التي تليها بأيديهم قبل يد عمرو.
شره استهلاكي لابد أن يقابله جشع استغلالي.
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .