كل يوم

ليست كأي قهوة

سامي الريامي

«الكافيين» مادة قلوانية منشطة خفيفة، تجعل الشخص يقظاً ومنتبهاً، هذا ما نعرفه جميعاً، وهذا بالضبط ما ستقرأونه في موسوعة «ويكيبيديا»، عند البحث عن مادة «الكافيين» الموجودة بكثرة في الشاي والقهوة تحديداً.

لكن قهوة الشيخ محمد بن راشد، ليست كما نعرف، و«الكافيين» الموجود بها لا علاقة له بكافيين «ويكيبيديا» المنبه والمنشط، بل الغريب أنه عكس ذلك تماماً، فهو يساعد على إضفاء راحة تامة على الجسم ويساعد على النوم بهدوء.

لاحظنا خلال حفل الإفطار الذي دعانا إليه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، أول من أمس، حمله زجاجة بلاستيكية معبأة بسائل بني اللون، يشرب منها سموه بعد أن تناول الإفطار، ولأننا صحافيون فضوليون بطبعنا بحثاً عن المعلومة، خصوصاً إن كانت تتعلق بشخصية بحجم محمد بن راشد، تجدنا ندقق في كل ما يحمل، ونركز في كل كلمة يقولها، ونلتفت إلى أي حركة تبدر منه.

سموه لم يترك لفضولنا مجالا، وبادرنا قبل أن نسأله: «هذه قهوتي». ولماذا في زجاجة؟ سألته معقباً، أجاب: «هل تريد أن تجربها»؟ وبالطبع من دون تردد مددت يدي فوراً، وشربت من هذا المشروب البارد اللذيذ الطعم.

سألني: «هل عرفت مكوناتها»؟ أجبت: «لا أدري لكنها لذيذة، وأعتقد أن زجاجة واحدة لن تكفيني، فأنا بحاجة إلى كرتونة على الأقل»!

ضحك سموه، وأخرج ورقة صغيرة، وهو يقول: «اقرأ لتعرف الفرق بين هذه القهوة، والأنواع الأخرى التي سمعت عنها»، هنا كانت المفاجأة، نعم إنها قهوة لكنها تحتوي على 6٪ فقط من «الكافيين» في حين أن فنجان القهوة العادي يحتوي على ما نسبته 60 إلى 116 ملليتراً من الكافيين، وتحتوي على صفر من الصوديوم، وصفر من الأملاح، وهي قهوة، لكنها تساعد على الاسترخاء والنوم بهدوء، وهي قهوة لكنها مفيدة للجسم وغير ضارة، ولا تسبب أياً من الأضرار الجانبية التي تسببها مادة «الكافيين»!

لا علاقة لها بما نشرته «رويترز»، نقلاً عن فريق من الباحثين بالمركز الطبي لجامعة ديوك بولاية نورث كارولاينا، من وجود علاقة قوية بين تناول «الكافيين» مع وجبات الطعام، وزيادة مستويات السكر والأنسولين لدى المصابين بالنوع الثاني من داء السكري، أو كما نشرت إذاعة «بي بي سي» عن دراسة إيطالية تقول: إن «الكافيين» يمكن أن يعيق الذاكرة المؤقتة وتذكر بعض الأسماء، لذلك ينصح الطلاب باجتناب شرب القهوة والشاي والكوكا، وغيرها من الأشياء المحتوية على مادة «الكافيين» دائما، خصوصاً أيام الامتحانات!

تمسكت بالزجاجة، بعد أن عرفت هذه المعلومات كلها، إلا أنه وكالعادة دائماً «كلما طلع رزق طلع حاسد»، أصر ظاعن شاهين وعبدالحميد أحمد على مقاسمتي القهوة، بل إنهما شربا نصيب الأسد منها، وأصر عبدالحميد حتى على أخذ الزجاجة وهي فارغة، لأنه، وكما يدعي، سيبحث عنها عبر محرك البحث «غوغل» ويطلبها عن طريق «الإنترنت»، فهو من مدمني كل ما هو جديد في عالم الصحة والطب، وكثير من الأخوة الصحافيين غالباً ما يستشيرونه في الأمور الطبية، ويثقون برأيه أكثر من الأطباء أحياناً!

reyami@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر