رؤية
مسؤوليتنا!
بقدر ما تكون المواطنة حقوقاً يحصل عليها الفرد، لكونه يحمل جنسية الدولة، فإنها واجبات يجب أن يتحملها المواطن دون غيره، وبالتالي لا يكفي أن نطالب بحقوقنا الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، من دون أن يكون لدينا الاستعداد الكامل والتام والمطلق، لحماية مكتسبات الوطن وصيانة حقوقه وحدوده وأمنه!
ولعل من أهم تلك الواجبات أن نتصدى لكل من يعمل على زعزعة أمننا الاقتصادي، واستقرار أوضاعنا الاقتصادية بالقول أو الفعل، سواء من قبل الدخلاء على وطننا، أو أشباه المواطنين أو الحاقدين من المقيمين، أو الانتهازيين الذين يسعون إلى النيل من سمعة وطننا وتهديد أمنه واقتصاده واستقراره!
نعم، هناك من ينتقد الأوضاع الاقتصادية، لكن في إطار رغبته الأكيدة في تصحيح الأوضاع الداخلية، ومعالجة التشوهات، وصيانة المكتسبات، من دون أن تكون هناك أي نيات سيئة أو مصالح شخصية أو أهداف ضيقة وراء هذا الانتقاد؛ وهذا النوع من الانتقاد يأتي في سياق المصلحة العامة، ومن أولئك الذين ينتقدون بهدف الإصلاح والتطوير كتاب الأعمدة، خصوصاً المواطنين منهم، الذين يحملون أمانة الكلمة، ويملكون أصول النقد، ومن خلال كتاباتهم يعبرون عن انتمائهم الحقيقي إلى وطنهم، بتصديهم للظواهر السلبية التي تمس الأوضاع الاقتصادية، أو تهز الأمن الاقتصادي، أو تشكل قلقاً للمجتمع الاقتصادي والتجاري في دولة، كل طموح القيادة السياسية فيها والاقتصادية أن تتبوأ المكانة المناسبة والرائدة.
هناك تباين في بعض الأحيان في رؤى وطرح الكتاب والمحللين من غير المواطنين، الذين يضخمون الإنجاز ويغيبون الحقائق، وبين كتاب ومحللين إماراتيين يقرأون الأحداث والتطورات من منظور آخر، وبعيون المواطنة الحقّة والمسؤولية الوطنية، إذ يؤكدون أهمية الإنجاز لكن من دون تغييب الحقيقة، ومن دون تعطيل أو تضليل أو تضخيم، كما أن مسؤوليتهم تكمن في التصدي للظواهر السلبية التي تعتري الاقتصاد وتصاحب مسيرة التنمية، يحددون المعوقات وآثارها وانعكاساتها وسلبياتها، ويطرحون المعالجات وآلية المواجهات والتصدي لمختلف أشكال وصور الظواهر السلبية، التي تشكل عقبة صريحة أمام مسيرة التنمية وتحقيق طموح القيادة وآمال المواطنين، إن القيادة السياسية والاقتصادية في وطننا الغالي تشاطر أهل الفكر، من الكتاب والمحللين، همومهم وتدرك حقيقة ما يطرحون، وتثمن الطرح الهادف، وتدرك حجم المسؤولية التي تقع على أبناء الوطن من كتاب ومحللين، باعتبار أن المسؤولية مشتركة بين أصحاب القرار وقادة التنوير في هذا الوطن العزيز.
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .