«طارت الطيارة»
مع بداية الفصل الدراسي الأول رسمياً، وعودة الحافلات وما تسببه من ازدحامات مرورية في الشوارع، وعودة السيارات الرياضية التي يقودها مراهقون خلف بعض هذه الحافلات، أعلن رسمياً عن نهاية موسم إجازات عام .2010
لم يختلف موسم الإجازات هذا كثيراً عن سواه سوى في أن «الخقاقين» الذين ذهبوا إلى أوروبا تلقوا أكبر مقلب في حياتهم، بوصول درجات الحرارة هناك إلى الـ،50 من دون أن يكون لدى الأوروبيين عباقرة التسويق السياحي أي «بلان ـ بي» أو مكيفات هواء.
في هذه الإجازة سافرت من أكبر ثلاثة مطارات في الدولة إلى الخارج، وعلى الرغم من أنه لا مجال للمقارنة بين مطاراتنا والحمد لله ومطارات بقية الدول، خصوصا تلك المصنفة ضمن دول العالم النامي، إلا أن الصورة لم تكن وردية تماماً في المطارات الثلاثة.
في المطار الأول حيث يلقي مديرو الإدارات فوق رؤوسنا يومياً عشرات المحاضرات، حول التعريب والتوطين، كان جميع مسؤولي أمن الطائرات، وهم آخر من تمر بهم قبل دخول الطائرة من جنسية آسيوية، وكان تعاملهم لا يليق باسم المطار أبداً، مجموعة من المتدربين تم إحضارهم وتلقينهم كيف ينظرون في الجواز، ويتأكدون من صلاحية الإجراءات الأولية ثم السماح للمسافر بدخول الطائرة، فهل لا يوجد عرب أو مواطنون أو حتى آسيويون «محترمون» لشغل هذه الوظيفة الأمنية الحساسة والبسيطة، شاهدت مواطنة تبكي لرفض أحد هؤلاء الموظفين دخول ابنتها (وربما كان على حق من الناحية الإجرائية)، ولكن أسلوبه في التعاطي لم يكن يليق بامرأة ولا أم، ولا بوضعها، وعندما طلبَت منه التحدث مع أي شخص عربي، أجابها بكل صلافة «يمكنك أن ترفعي علي قضية إذا شئت!».
في المطار الثاني ذهبت لشراء «علكة» تساعدني على الحفاظ على أذني غير مسدودتين أثناء الرحلة من السوق الحرة، وكان على الموظف تسجيل تفاصيل المشتري فسلمني الفاتورة «ومازلت أحتفظ بها»، وهي تشير إلى ما اشتريته وسعره، وملاحظة أن الشخص المشتري للعلكة هو «شرق أوسطي» هكذا بالضبط. أنا شرق أوسطي وكأننا في فيلم محاربة إرهاب أميركي. من نافلة القول إن موضوع شراء بطاقات لكسب سيارات أصبح قديماً في ذلك المطار، فهناك الآن بطاقات تباع نقداً لكسب مبلغ معين من المال مباشرة، ويمكنك شراؤها وتسجيل اسمك كأي «زبون» محترم في مطار لاس فيغاس، الغريب أن موظفي السوق الحرة أنفسهم في هذا المطار، عندما «يزخونك» ذات يوم تلعب «كوتشينة» على حساب القهوة، فإن الجميع سيصرخ في وجهك أن «المراهنة حرام». وأن عليك نطق الشهادتين من جديد والدخول في الإسلام.
هل نسيتُ شيئاً؟ المطار الثالث، الأمر لا يستحق فقط كانت الرشاشات في دورات المياه «وانتوا بكرامة» لا تعمل! ربما كانت المياه مقطوعة! لا شيء ذا بال!
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .