من المجالس
مليارا كيس بلاستيك غير قابلة للتحلل تستهلك سنوياً في الإمارات. وبالتأكيد هناك ملايين أخرى من العلب والحاويات والقنينات البلاستيكية غير القابلة للتحلل ترمى بعد أن تستنفد الغرض منها. أين تذهب كل هذه المواد البلاستيكية غير القابلة للتحلل؟
جزء كبير من هذه المواد يذهب عبر حاويات النفايات إلى تصرّف الجهات المسؤولة للتخلص منه، وفي المقابل هناك كمية كبيرة يتم إلقاؤها بشكل غير مسؤول في الطريق أو البر أو البحر، فتتحوّل إلى بقع سوداء في صفحة البيئة. والذي يذهب إلى الجهات المسؤولة عن التخلص من النفايات صار يشكل عبئاً يأخذ قدراً كبيراً من جهود وميزانيات وخطط هذه الجهات، بينما الذي يذهب إلى الرمال والبحار ويتسلل إلى خطوط المجاري، فإنه صار يشكل عبئاً أكبر ومشكلة لا تستطيع «كرّافات» وزارة البيئة والبلديات التصدي له بمفردها. جهود الذود عن البيئة في الدولة حثيثة ومحسوسة، ولكنها لا يمكن أن تصفق بمفردها، والاكتفاء بطرح المشكلة وعرض الأرقام والإحصاءات قد لا يهز في العديد من الناس ولا شعرة. لذلك، الموضوع بحاجة إلى إجراءات أكثر شمولية، وتذهب إلى ما وراء عملية التحذير وعرض المشكلة. الاعتداء على البيئة صار جزءاً من سلوك الكثير من الناس، وربما معنى الحفاظ على البيئة وأهميته لا يصل إلى السواد الأعظم من أطفالنا، وبالتالي هو غير ذي معنى عند أكثر الشباب. ناهيك عن معظم شرائح العمال ذوي التعليم المنخفض والخلفيات الثقافية التي لا ترمي بالاً لشيء اسمه البيئة. ولذلك أصبح موضوع الحفاظ على البيئة في بلادنا بحاجة إلى حملة شاملة ومتواصلة غير موسمية، مبنية على منهج لأعلى «فزعة». تتضمن تشريعات وقوانين واضحة وصارمة، وحملات توعية واسعة وعميقة ومستمرة، وأدوات فاعلة وقوية، مع كل التقدير لكل الجهود الاتحادية والمحلية، ولكن الملياري كيس وملايين المواد المضرة الأخرى يمكن أن تصبح أرقاماً تريليونية خارجة عن السيطرة، لو لم يتم الانتقال من مرحلة الكشف إلى مرحلة المواجهة.
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .