ملح وسكّر

يوسف الأحمد

خروج منتخب الشباب وسقوطه أمام نظيره الأسترالي كان متوقعاً قياساً بالصورة التي ظهر عليها لاعبو الأبيض في البطولة الآسيوية، ولعل البداية المتعثرة أمام الفريق الياباني أسهمت بشكل كبير في تلك النهاية المحزنة، فكانت سبباً لتأثر لاعبينا نفسياً، كون الأهداف اليابانية جاءت بهدية كريمة منهم، الأمر الذي انعكس على معنوياتهم فهزّ من ثقتهم، وبدا واضحاً في لقاء الأردن، باستثناء مباراة فيتنام، التي اجتزناها نتيجة تألق خليل وتحرر عمر من المركز الذي قُيد به في أول لقاءين. وظهر الاستسلام واليأس أمام أستراليا، وتحديداً في الشوطين الإضافيين، اللذين انهار بفعلهما الفريق نتيجة الأخطاء الخلفية التي كبدتهم هدفين قاتلين قضيا على طموحاتهم بالتأهل. والعبرة من هذه المشاركة هي تدارس تلك الأخطاء ومراجعة الأوراق من جديد. وحقيقةً لم يشعرنا هذا المنتخب بقوته وهيبته كحال منتخب ،2008 فالانطباع الذي خرجت به الجماهير من أول ظهور أن هذا المنتخب «ما يودي»!

التحضيرات التي يقوم بها المنتخب الأول استعداداً لخليجي 20 جاءت في وقت مناسب وكافٍ لإعداد الأبيض من أجل مشاركة مميزة ونتيجة نهائية مُرضية. فالاحتكاك مع منتخبات تشيلي وأنغولا تجربة ستنعكس فائدتها على لاعبينا، فهي ستمنحهم خبرةً وتعاملاً مع لاعبين من أصحاب المهارة والبنية الجسدية القوية، لأنها تقوي عود لاعبينا وتمنحهم ثقة أكبر في أنفسهم. وبالرغم من خسارتنا أمام تشيلي، إلا أن المظهر العام كان مقبولاً عطفاً على الفرص والأهداف التي حُرمنا منها، بالإضافة إلى ركلة الجزاء (الهدية) التي غيرت من سير المباراة التي لولاها لكان الوضع مختلفاً. في الوقت الذي يتوجب على المدرب كاتانيتش إعادة النظر بعناصر الخط الخلفي، وتحديداً في الجهة اليمنى التي ضُربت كثيراً، والهدف الثاني يؤكد ذلك. وهذه المنطقة تحتاج إلى نوعية اللاعب السريع ذي المرونة العالية في الارتداد والتحوّل والدوران، بحيث تكون ردة الفعل فورية في كسر الاختراق وتحطيم أية محاولة للمرور.

وعدا ذلك سيدخلنا في دوامة المشكلات الفنية، وحينها لن ينفع (الترقيع) في كأس الخليج!

المنتخب الأولمبي هو الآخر خاض وديتين مهمتين، فاز بالأولى وخسر بالثانية. وهذا المنتخب يسير بخطى ثابتة ولا خوف عليه، إذ إنه يملك من العناصر التي تعطيك الحلول والبدائل في أي وقت. فالأسماء الموجودة تعتبر الأفضل، وهي المستقبل الذي بات يعتمد عليه اتحاد الكرة، كونها المشروع الذي يجهز ويبنى عليه حلم الوصول الى كأس العالم 2014 أو .2018 وباعتقادي متى ما تمت المحافظة على هذه المجموعة والسير على الخطة المرسومة لها منذ أن كانوا منتخباً للناشئين، فسنكون من ضمن المنافسين الأقوياء على ورقة التأهل بإذن الله، لأنه حق مشروع أن نطمح وأن نخطط من الآن للهدف الأبعد، فمع هذه المجموعة آن الأوان أن تعود كرة الإمارات إلى سابق عهدها، وأن تقول كلمتها، فتكفيها سنوات وسنوات من الحرمان والضياع!

أخيراً، إقالة مدرب النصر أنغوس طبيعية ومتوقعة، فهي عادة العميد السنوية في تغيير المدربين، إذ إنه يعتبر أكثر الأندية استبدالاً للمدربين في السنوات الـ10 الأخيرة. فقبل سنوات ذكرنا أن العلة ليست بالمدربين فقط، فلا يعقل أن يكون كل هؤلاء على خطأ والفريق «صح». فهناك مشكلة موجودة لن تحل بتغيير المدربين، فكم من المدربين الذين تعاقبوا على النادي وبقي الوضع كما هو. لذا فالاستقرار والصبر مطلوبان يا إدارة الأزرق، وربما يكون الدواء على يد السعيد عيد باروت، لكن اليد الواحدة لن تصفق، فلابد من أن تكون هناك مكاشفة ومصارحة فـ«لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم»!

ya300@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر