من المجالس

عادل محمد الراشد

الصين غاضبة من لجنة جائزة نوبل التي منحت المنشق الصيني المسجون ليو تشياو بو جائزة السلام لهذا العام ،2010 معتبرة أن اللجنة النرويجية تفتح مواجهة أيديولوجية بين الصين والغرب وتزيد من حدة سوء التفاهم والعداء بين الطرفين. الصين غاضبة، وعندما تغضب الصين فإن غضبها لا يحمل على محمل الغضب العربي مثلاً، لأن رد فعل دولة انتزعت المقعد الدائم الخامس في مجلس الأمن الدولي في ذروة الحرب الباردة بين الغرب الرأسمالي والشرق الاشتراكي، وتحولت من دولة مستعمرة ومتخلفة إلى عملاق سياسي واقتصادي وعسكري يزاحم الولايات المتحدة الأميركية على قمة العالم بعد أن أزاح الاتحاد السوفييتي ومخلفاته، ليس كرد فعل مجموعة دول مشغولة بنزاعاتها البينية أكثر من مصالحها البينية. ولذلك عندما كافأت «نوبل» مجرمي إسرائيل ومنحت الجائزة للصهيوني مناحيم بيغن الذي كان مطلوباً من «العدالة» البريطانية أثناء فترة الانتداب على فلسطين بعد توقيعه اتفاقات كامب ديفيد مع السادات، ثم أعادت الكرة بمنح الجائزة لشمعون بيريز بطل مجزرة قانا اللبنانية، ثارت بعض موجات الغضب المدني في البلاد العربية، ولكن لا لجنة جائزة نوبل ولا الحكومة النرويجية أدارت بالاً لذلك الاحتجاج، وبقيت اللجنة على موقفها بتجاهل دعاة الحرية العرب القابعين في السجون الإسرائيلية سنين طوالاً بلا محاكمات قانونية ومحايدة. كأشياء كثيرة في الغرب فإن جائزة نوبل للسلام انتقائية ومحكومة بالكثير من الحسابات التي لا يمكن فصلها عن توجهات المصالح والاتجاهات الايديولجية الغربية. ولذلك فإن الاستفهام بشأن حياديتها ونزاهتها يصبح أمراً وارداً وربما مشروعاً كلما حان موعد تسمية «بطل السلام» الذي تختاره «نوبل» في كل عام. ربما تعتقد لجنة «نوبل» أنها قد تستطيع تشكيل ضغط على الدولة الصينية لتوسيع هامش الحركة لحلفاء الغرب في الصين، ولكن تجربة حركة «تيان آن مين» قبل ذلك بسنين أثبتت أن بيت التنين ليس كبيت العنكبوت.

adel.m.alrashed@gmail.com

 لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه

تويتر