من الإعلان التجاري إلى الخيال العلمي

صدر كتاب عن المخرج البريطاني ريدلي سكوت ـ ترجمه عبدالله ميزر ـ في سلسلة الفن السابع، بمناسبة تنظيم تظاهرة خاصة في مهرجان دمشق السينمائي، يعرض فيها 14 فيلماً من أفلامه. وتتميز أفلام سكوت بالتقنيات والخدع السينمائية، التي يبتكرها من خبرته الطويلة في مجال تصميم الإعلان التلفزيوني، وهي التي قادته الى عناية فائقة بالبصريات وإلى نزعة في خلق عوالم أسطورية، وابتكار سينما خيال علمي من نوع جديد، تتوجه إلى جمهور واسع. ومع النجاح الذي حققه، إلا انه لم يتوقف عند إخراج هذا النوع فقط، بل أخرج أيضاً أفلاماً واقعية وميلودرامية وبوليسية، مُحملة بالنقدين الاجتماعي والسياسي.

يتمتع سكوت بطريقة ذكية في انتقاء الممثلين واستخدامهم في ادوار جعلتهم، بعد ظهورهم في أفلامه، يصبحون من النجوم المعبودين كهاريسون فورد وتوم كروز وبراد بيت، ويهتم سكوت كثيراً بنصوص أفلامه ويجد النص: «مخططاً للبناء، إن لم تملكه على الورق، فإن البناء لن يستقيم». وفي مسعاه في سرد حكايات جديدة اعتمد في أفلامه البصرية إما على الروايات: «المتبارزان» لجوزيف كونراد و«عداء» لفيليب ك. ديك، و«هانيبال» لتوماس هاريس هانيبال، أو على نسيج قصص مبنية من وقائع: «العاصفة» و«جي اي. جي» و«سقوط مروحية بلاك هوك» أو على قصص مستعارة من ملاحم تاريخية: «فتح الفردوس» و«المصارع» و«مملكة الجنة» و«روبن هوود».

لم يحقق فيلم «عداء/1982» نجاحه التجاري إلا في العام 1992 بعد أن أضيفت إليه مشاهد جديدة ولقي الترحيب الذي يستحقه واعتبرته «واشنطن بوست»، مثلاً، فيلماً رائعاً بكل المستويات، كما وجدته من أكثر الأفلام تاثيراً في تاريخ السينما الحديث! ونال سكوت عن فيلمه «المتبارزان/1977» جائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان «كان»، ونال فيلمه «المصارع/2000» خمس جوائز أوسكار: أفضل فيلم وأفضل ممثل (روسل كرو) وأفضل تصميم أزياء وصوت وتأثيرات بصرية، وبلغ إجمالي إيراداته 458 مليون دولار، كما نال فيلمه «سقوط مروحية بلاك هوك/2002» جائزة أوسكار لأفضل مونتاج وأفضل صوت.

يعتبر فيلم «روبن هوود/2010» الفيلم الخامس للممثل روسل كرو مع سكوت، والطريف مما يذكر انه تدرب على الأقواس والسهام لمدة أربعة أشهر ليتمكن من إصابة الهدف على بعد 45 متراً! وبعد شهرين من عرضه في مختلف أنحاء العالم بلغت إيراداته ما يقارب 302 مليون دولار، على عكس فيلمه «مملكة الجنة/2005» الذي عرض بنسخة مختصرة في أميركا، لكن من دون أن يحقق النجاح التجاري المطلوب، والذي بلغت إيراداته 47 مليون دولار بينما بلغت ميزانية إنتاجه 130 مليون دولار، غير أنه حظي بنجاح كبير في أوروبا وفي بعض البلدان العربية وبلغت إيراداته ما يقارب 212 مليون دولار. ويروي الفيلم قصة الحروب الصليبية في القرن الثاني عشر وتحرير صلاح الدين الأيوبي القدس، وقد صوره في الصحراء المغربية، التي تم فيها بناء ديكور مدينة القدس. وأثنت جريدة نيويورك تايمز على أداء الممثل السوري غسان مسعود في دور صلاح الدين، ونجح الفيلم في مصر بسبب مشاركة الممثل المصري خالد النبوي، وفي بيروت صفق الجمهور بشدة لمشهد صلاح الدين وهو يحمل الصليب باحترام بعد سقوطه أثناء الحصار!

alzubaidi0@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

الأكثر مشاركة