5 دقائق
«الورطة!»
انتهت إجازة الأيام الستة بأجوائها الربيعية الرائعة، وعاد الجميع إلى دواماتهم، ونشكر الله عز وجل الذي وضع لنا هذه الشعائر الرائعة التي تتيح لنا التمتع بهذه الإجازة، إذ إن حملها لصفة «القدسية»، ربما كان هو السبب الوحيد الذي يمنع بعض مدمني العمل من إلغائها، والمطالبة باقتصار إجازة عيد الأضحى على نصف ساعة بعد صلاة العيد يتم فيها نحر الأضاحي، والعودة إلى العمل مباشرة حتى ربما من دون «تغيير الكندورة»!
بالطبع لم يعكر صفو هذه الإجازة اللطيفة سوى تلك الورطة المسماة دوام يوم الأحد قبل الماضي، إذ اضطر الكثيرون للذهاب من الفجيرة إلى السلع لدوام يوم وحيد والعودة بعده، والأجمل أنهم فوجئوا بعد وصولهم إلى دواماتهم بأن أحداً من المراجعين لم يحضر، لأنه إما أن يكون في السوق لشراء «شلق» العيد، وإما أن يكون في الحج للتكفير عما صنعه (شلقه) في سنين طفولته وصباه.
لننظر إلى إحصائية سريعة بالنسبة للموظفين، في الولايات المتحدة الأميركية، يحصل الموظف في غير إجازته السنوية الطويلة، التي يقضيها غالباً هنا للحصول على ذلك اللون السخيف الذي يسمونه «بشرة خلاسية»، يحصل الأميركي على موسم العطلات ويمتد من 25 من ديسمبر (الكريسماس)، وحتى السابع من يناير أي 15 يوماً، بالإضافة إلى (الفكة) وهي عبارة عن أكثر من 10 أيام متفرقة ما بين عيد الاستقلال ويوم مارتن لوثر كينغ، وعيد العمل والكثير من هذا الكسل اللذيذ، وكذلك الأمر بالنسبة لمعظم الأوروبيين، وفي اليابان التي تُعد أو يُعد أهلها من المدمنين على العمل يوجد 13 يوماً عدا المواسم، وفي المملكة العربية السعودية الشقيقة موسمان سمينان كل منهما يمتد إلى أسبوعين، ربما من باب فقه الصدقة: ألف لواحد خير من واحد لألف! وتملك الصين ومصر المعدل الأعلى عالمياً بـ16 يوماً، تليهما الهند والمغرب بـ15 يوماً.
هناك احتفالات غالباً ما يصر كثيرون على أنها بدعة، أو أنها ليست من تراثنا، على الرغم من أننا نسعد بها كإجازة، ولا علاقة لنا بماهيتها أو من أين، أنا شخصياً مستعد للاحتفال بعيد شم النسيم، أو النيروز، أو حتى الكيفور نفسه إذا تم منحه لنا كإجازة، فالفكرة هي الإجازة فقط، فلماذا لا نقوم بإراحة الأغلبية من «ضرابي الخطوط»؟! وهم بالمناسبة يشكلون نسبة كبيرة جداً من العرب المقيمين، ونسبة أكبر من المواطنين، ونسبة أكبر من الاثنتين، وهي نسبة شباب القوات المسلحة والجيش؟ وذلك بإلغاء إجازة الإسراء والمعراج والمولد ورأس السنة، ونختصر الإجازة في العيدين (الأضحى والفطر)، والعشرة المباركة قبل كل منهما، لتكون إجازة طويلة وواسعة، وفي الوقت نفسه في أيام فضيلة تضمن عدم «شردة» الموظفين فيها إلى بتايا أو أمستردام أو النجمتين الصاعدتين بقوة إلى الواجهة «كييف» و«براغ»!
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .