«سبونج بوب»

جميع الأقلام والمقالات والتقارير الصحافية انتبهت فجأة إلى أن «سبونج بوب» مخبول ولا يمكن الوثوق به لإدارة مطبخ صغير يعمل بأجود أنواع النفط، وأصبح فجأة الهدف الأفضل لانتقاداتهم.. ولكني مازلت أتساءل عن مكان وجود العيب وبطء الفهم، هل هو في إعلامنا الذي انتبه فجأة إلى الحقيقة الماثلة أمام عينيه منذ 40 عاماً مضت أم في الجمهور المتلقي للإعلان الذي لم يكن ليستيقظ قبل أن يشتم رائحة شواء لحم «محمد البوعزيزي»، أم أن الأمر كله يدور حول تلك البراميل، ومن واقع الحكمة التي يرددها الدريولية باستمرار، أن مكائن الديزل (تستغرق وقتاً طويلاً لكي تشتعل، ولكنها إذا اشتعلت فمن الصعب إطفاؤها)!

عن نفسي، وعن نفسي فقط أتحدث، أنا أرى أن غياب (العقيد) سيكون له تأثير سلبي كبير.. وبداية هذا التأثير هو الملل، يمكن لأي منكم الولوج إلى صاحب الفضيلة «اليوتيوب»، وهو صاحب فضيلة فعلاً، لأنه ينقل لنا ما يدور في زوايا الكون الأربع من دون الحاجة حتى إلى «ريموت كنترول»، اذهبوا إليه واكتبوا عبارة «القمة العربية» سترون مشاهد مكررة وعبارات مستهلكة لا يفرق بينها سوى «ضرابات» ومداخلات العقيد، وهي الشيء الوحيد الذي كان «يصحصح» المتثائبين في المقاعد الخلفية.. هل نحن مستعدون فعلاً للعودة إلى القمم المملة؟! خصوصاً أن الكثيرين يرون أن القمة المقبلة ستكون قمة تعارف! هل من الممكن تخيل قمة عربية من دون «قفشات» ومداخلات واكتشافات العقيد العبقرية؟

سلبية ثانية صحية هذه المرة، فكثير من الأخوة الليبيين الأعزاء لن يعلموا مستقبلاً في حال أصيبوا، لا قدر الله، بعمى الألوان، أما في حضرة العقيد وفي طبيعة الألوان المختارة على مقياس «بينيتون» بعناية فائقة، فإن أي خلل بصري سيحس به المشاهد مباشرة.. دع عنك أن هذا الشعب سيحس بالفراغ الكبير الذي سيحصل من جرّاء توقف الخطب الماراثونية ذات الساعات الثلاث والأربع.. ما سيؤدي بكثير من الشباب بطبيعة الحال إلى تضييع أوقاتهم في ما لا يفيد، إن الفراغ والشباب .. مفسدة للمرء أي مفسدة، ومن المؤكد انهم سيتجهون إلى تناول الحبوب المهلوسة هذه المرة فعلاً.

أين سيجد الليبيون هذا الجمال المحيط بفخامة العقيد؟ من أين لهم برئيس يستبدل الحرس الشخصي بشواربهم المفتولة ونظراتهم المتحفزة، كما هو «الراجل إللي ورا عمر سليمان» بمجموعة من السمراوات الجميلات؟ وأين سيجدون رئيساً يستبدل استضافة الوزراء الأجانب ثقيلي الدم بعارضات الأزياء خفيفات الدم والوزن؟

***

الرجل غاضب فعلاً، ولكن الجميع لم يفهم ما يريده بالضبط، أنا فهمتكم، كل ما يريده الرجل منذ 40 عاماً هو أن يترقى إلى عميد، 40 عاماً خدمة من دون ترقية هذا هو الظلم الحقيقي.. وصدقوني يستاهل الترقية!

shwaikh@eim.ae

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه.

الأكثر مشاركة