منكم السموحة
رواتب اللاعبين.. اللهم لا حسد
أياً كانت مسوغات إخفاء أرقام صفقات ورواتب اللاعبين الأجانب في الأندية، فمازلت غير مقتنع بسبب يستوجب كتم هذه المعلومة المهمة التي يمكن أن نبني عليها الكثير عند دراسة دوري المحترفين، وتحديد قيمته السوقية سنوياً، ثم وضع رؤية مستقبلية تسهم في تقويمه وتطويره، وإيجاد الحلول المناسبة لاحتراف اللاعب المواطن خارجياً بمقارنة ما يحصل عليه محلياً.
استمعت إلى الكثير من الآراء التي تحدثت إلى «الإمارات اليوم»، حول أهمية الشفافية في كشف الأندية قيمة صفقاتها مع الأجانب، وأن يتبع ذلك إعلان رواتب اللاعبين والموازنات، فمنهم من تحجج بالحساسية التي ستنتشر بين اللاعبين عند معرفتهم حجم رواتب الأجانب، وما سيرافق ذلك من غيرة وحسد أصحاب النفوس (أقصد الرواتب) الضعيفة.
وتحدثت الأندية عن خوفها من ردة فعل وغضب الجمهور، وعن وجود أيدٍ خفية مستفيدة من حجب المعلومات، بهدف السمسرة وقبض «الكوميشن»، أو لمداراة الفشل في الاختيار، لكن كل هذه المبررات تعد الجزء الفارغ من الكأس، لأن مسألة الحسد، على سبيل المثال، سمة لصاحبها أينما حل وارتحل، وليست مقتصرة على رواتب اللاعبين فقط، فهي موجودة في كل شركة ومؤسسة وحي ودكان و«زنقة»، ويتعرض لها أي موظف وليس اللاعبون فقط، أما حساسية اللاعبين المواطنين من الأجانب فهي غير منطقية أيضاً، لأنني أعرف أن هنالك الكثير من النجوم المواطنين الذين يتقاضون اضعاف الاجانب بسبب تميزهم وتألقهم مع فرقهم، وهم يستحقون ذلك، في المقابل هنالك من لا يحصل من الجمل على ذيله، وهذه سنّة الحياة بأن يكافأ المجتهد على جده وتعبه، ويتميز عن نظيره الكسول المتقاعس عن عمله، وأعتقد أن اللاعبين يدركون ان بينهم النجم و«السوبر ستار» واللاعب العادي والاساسي والمؤدي والمبدع والمتوسط والضعيف و«تكملة العدد»، ولكل فئة سعرها.
أما الشق الذي يتعلق بخوف الاندية من الصفقات الفاشلة وغضب الجمهور، فيقابله دفن قصص نجاح لإدارات اندية أبرمت صفقات ناجعة وبأسعار لا تصدق، مثل نادي الوصل، الذي تعاقد مع الحارس الدولي ماجد ناصر بمليون درهم قبل ثلاث سنوات تقريباً، قادماً من نادي الفجيرة، واليوم تبلغ القيمة السوقية للحارس اكثر من 25 مليون درهم، وهنا أنوه بأن هذه المعلومات خاصة ولم تكشف للعلن.
المعلومات في دوريات المحترفين الاوروبية سهلة ومتداولة بسلاسة ويسر، وبإمكان أي شخص ان يدخل الى موقع النادي الذي يريد لمعرفة رواتب وصفقات نجمه المفضل، فمثلاً لاعب ريال مدريد كريستيانو رونالدو الأكثر أجراً في العالم، يتقاضى 12 مليون يورو سنوياً، يليه لاعب مانشستر يونايتد، واين روني، 11.5 مليون يورو، ثم ميسي 11 مليون يورو، وفي إحصائية اخرى فإن ميسي الاكثر سعراً 140 مليون يورو، يليه رونالدو 95 مليوناً، وروني 59 مليوناً وهيغواين ،53 وهنالك إحصائية صنفت المنتخبات التي تصدرها منتخب اسبانيا ومجموع قيمة لاعبيه 303 ملايين يورو، ثم الأرجنتين 293 مليوناً، وإنجلترا 263 مليوناً، والبرازيل 233 مليون يورو...إلخ. ونحن لماذا لا نصنف نجومنا تدريجياً من الأعلى أجراً والأغلى سعراً، فأنا متأكد من أن حجم التنافس بين اللاعبين سيتضاعف وينعكس على الاداء الفني، لكن من المستحيل ان تبادر الأندية الى الشفافية ما لم يتم إجبارها من اتحاد الكرة أو رابطة المحترفين.
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .