(ضيفني عندك...!!)

لا أكره أحداً في حياتي مثلما أكره اللاعب البرتغالي كريستيانو رونالدو، وكراهيتي له تحمل وجوهاً عديدة، فهي مركب من عقد النقص والغيرة الطبقية والحسد وأمراض نفسية أخرى لا مجال لذكرها! لماذا اختارته باريس هيلتون لكي تتحرش به في تلك الحادثة الشهيرة؟! ألم تر صورتي؟ ألم تقرأ لي؟ ثم لماذا وصل إلى منتخب بلاده وهو في الـ17 وأنا «اللعيب» أجرّ الخطى مودعاً الـ30 ولم يقتنع بي مدرب منتخب الفريج بعد؟ كيف تجاوزت ثروته الـ100 مليون يورو من دون أن يحصل على شهادة واحدة، وأنا الذي لو حولت كل شهادة أملكها إلى «بنط حمر» لتجاوزت ثروته بأصفار عديدة.

كثيراً ما تمنيت لو أنني كنت من فرسان جلفار في معركة عام ،1633 وكان هو في الجيش البرتغالي، وأن نلتقي «راس براس» وتراقبنا «باريس بن هليتين الشحي» من قمة أحد الجبال، لكي تعرف كم كانت مخطئة في خياراتها في حياتها الأخرى. المهم في قصة هذا الشاب الذي لا أستلطفه أبداً أنه صُنّف أخيراً من أكثر الشخصيات شعبية على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، وهو منضم إلى جمعيات عدة وحاصل على شارات إعجاب، كما أعلن أخيراً أنه انضم إلى مجموعة اجتماعية برتغالية من مؤسسات المجتمع المدني، إذ تهدف هذه المجموعة إلى اعتصامات ومطالبات اجتماعية معينة، على غرار الثورات العربية التي انطلقت وتنسقت وتنظمت عبر هذه المواقع الاجتماعية.

قلت لزميلي، والحقد لايزال يأكل قلبي من «بو ترجيّه»، إنه على الأقل أصبح لدينا ما نصدّره إلى دول الاتحاد الأوروبي، ففاجأني حقيقة ببعض المعلومات التي لم أكن أعرفها، أو ربما تغيب عن الذاكرة في أحيان كثيرة.

بلغ الاهتمام الشعبي بمواقع التواصل الإلكتروني قمته في دولة الإمارات العربية المتحدة أواسط عام ،2010 إذ أصبح لكل دائرة حكومية على الأغلب منافذ عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ووصل عدد المشتركين من دولة الإمارات العربية المتحدة أكثر من خمسة ملايين، وأكثر من 100 ألف مواطن، إلا أن الغريب أن هناك جهة كانت قد انتبهت إلى أهمية هذه المواقع قبل فترة طويلة، بل طويلة جداً بالقياس إلى أعمار التطور الإلكتروني المتسارع، إلا أن أحداً لم يكن يتوقع في ذلك الحين أن هذه المواقع سيكون لها هذا التأثير في تغيير خريطة العالم يوماً ما!

قبل عام الذروة بعام كامل، وقبل أن يقوم كثير منا بفتح حسابه، أنشأ صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، صفحته الخاصة على «فيس بوك»، واهتم سموه بالتواصل عبرها مباشرة، وتطويرها، في خطوة لم نفهمها في ذلك الحين، لكننا الآن نفهم!

سيُكتب تاريخ أيام «فيس بوك» ذات يوم، وستفتخر شعوب بأنها من أوجد شبكة «فيس بوك»، وستفتخر شعوب بأن تغييرها قد بدأ منها، وستفتخر شعوب بأن ثوراتها قد انطلقت منها، وستفتخر شعوب أخرى بأن قياداتها قد أخذت بيدها وعلمتها، وأدخلتها إلى هذا العالم ذات يوم، طائعة لا مكرهة.

shwaikh@eim.ae

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه.

الأكثر مشاركة