ملح وسكر

** ختامية نهائي كأس رئيس الدولة جاءت مميزة في كل شيء، بدءاً من إطلاق شعار «كلنا خليفة» على المهرجان المصاحب للمباراة، الذي زين وميز الحدث وأعطاه طابعاً خاصاً، ونهايةً إلى مرحلة التتويج وتسليم الكأس. فالجزيرة استحق نيل اللقب الغالي بعد أن تفوق على جاره الوحدة برباعية نظيفة، مسجلاً اسمه بطلاً للبطولة للمرة الأولى في تاريخه، فهو نتاج طبيعي للعمل والجهد الذي قامت به الإدارة الجزراوية طوال السنوات الماضية. لكن الأجمل في هذا المهرجان هو أن الحال كانت واحدة منذ البداية حتى النهاية، حيث السعادة والفرحة قد طغت على وجوه الحاضرين للاستمتاع بلحظات تاريخية من هذا الموسم، إلا أن أجمل لحظات الحفل جاءت حينما تعانق راعي المباراة بكل تواضع وعفوية مع أبنائه لاعبي الفريقين في مشهد جميل لا يأتي إلا من الكبار، كيف لا، وهو من سليل زايد الخير «طيب الله ثراه»، الذي غرس فيه وفينا تلك الخصال النبيلة، فهنيئاً للرياضة وأهلها بوجود قامة كبيرة وعظيمة ممثلة في الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، منبع الخير والأمان والآمال لرياضة الإمارات.

** خسارة العين أمام ناغويا الياباني أعادت فتح صفحة المعاناة التي تمر بها الفرقة البنفسجية هذا الموسم، والموقف الصعب الذي تتعرض له، فالخسارة بالأربعة والظهور بمستوى متواضع وأداء سيئ ومغاير عن ذلك الذي كان أمام غانزوا الصيني، أعاد إلى الأذهان الحقيقة التي لايزال البعض يكابر عليها بأن العين قادر على أن يحارب على أكثر من جبهة وبإمكانه اجتياز تلك المحطات، لكن الواقع عكس ذلك، كون الشواهد والمعطيات أفرزت ضعف وتواضع الإمكانات الفنية في ظل استمرارية الإصابات والغيابات وعدم فاعلية أجانب الفريق، لذا فقرار المشاركة الآسيوية كان بحاجة إلى إعادة نظر ودراسة مفصلة قبل اعتماده عند نهاية الموسم الماضي، الأمر الذي يستوجب فيه قراراً مصيرياً وشجاعاً، من أجل إبقاء التركيز واللعب على جبهة واحدة، بدلاً من تشتيت الجهد وبعثرته على جبهة خارجية لا أمل ولا طائل مرجواً منها، في ظل الظروف الفنية الحرجة للعيناوية!

** بعد ثلاثة مواسم قضاها مع الفرقة السماوية، رحل التونسي لطفي البنزرتي عن أبناء الشامخة، إثر قرار الإدارة التي ارتأت الاستغناء عنه في هذه المرحلة، وأسندت المهمة إلى الكابتن مهدي علي مدرب منتخبنا الأولمبي بصفة الإعارة. القرار قد يكون غريباً نوعاً ما، خصوصاً أنه جاء في فترة حرجة من الدوري، بعد أن زاد فارق النقاط بين بني ياس والمتصدر الجزراوي، رغم أنه يمتلك حظوظاً بلغة الحسابات، إلا أنها معادلة صعبة التحقيق في ظل التقدم الجزراوي وتمركزه على رأس الترتيب، فالبنزرتي ترك بصمة كبيرة وتمكن من بناء فريق للمستقبل، أصبحت له هوية خاصة وشخصية مميزة، حتى صار طرفاً في المنافسة على أي بطولة يشارك فيها، لكن يبقى السؤال ما الهدف من هذا التغيير الذي حدث في هذا التوقيت؟ وماذا عسى المدرب الجديد أن يفعل في هذه المدة القصيرة؟ شخصياً أتمنى ألا يندم السماوي على هذا الانقلاب الفني المفاجئ!

ya300@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

الأكثر مشاركة