أبناء المواطنات
حققت المرأة الإماراتية، في ظل دولة الاتحاد الكثير من المكاسب على جميع الصعد الاجتماعية والتعليمية والسياسية، واستطاعت بفعل الدعم والتشجيع غير المحدود من مؤسسات الدولة وقياداتها العليا أن تقطع أشواطاً كبيرة في تحقيق طموحاتها وتلبية حاجاتها، وأن تكون رقماً مهماً في عملية التنمية الوطنية الشاملة. وبناءً عليه حصلت المرأة الإماراتية على الكثير من الحقوق التي كفلت لها خصوصية ذاتها كأم وموظفة وطالبة، ثم قبل ذلك وبعده كمواطنة لها ما لها وعليها ما عليها.
وفي خضم الحراك الاجتماعي الذي شهدته الدولة منذ قيام الاتحاد كان نصيب عدد من الإماراتيات الزواج من غير إماراتيين، وبناءً عليه تكونت أسر وعائلات صارت نصف إماراتية، إن صح التعبير، أم مواطنة وأب غير مواطن وأطفال ولدوا ونشأوا على أرض الإمارات، رضعوا حبها، وترعرعوا في دفء أحضانها، وذابوا في نسيجها، «رمستهم» إماراتية وهواهم إماراتي، وانتماؤهم إماراتي، وولاؤهم لا يعرف غير الذي تعلموه في طابور الصباح «عاش اتحاد إماراتنا». ولذلك لم تغفل الدولة هذه الفئة وجعلت للمواطنات نصيباً من المساكن والأراضي التي توزعها الحكومة إلى جانب حقوق ومكتسبات أخرى تسجل تميزاً آخر لدولة الإمارات على صعيد العناية بالمواطن الإنسان. ولم تغفل الدولة جانب الهوية في الموضوع والذي يمثل أكثر جوانبه إثارة للقلق بالنسبة لأصحاب العلاقة، وفتحت له ملفاً لايزال قيد البحث والدراسة لدى الجهات المختصة، وهو ما نتمنى أن يتم تحريكه مجدداً، ومنح الهوية الإماراتية لمن تنطبق عليه الشروط. وإذا كان في ذلك فائدة لطالبي المواطنة الإماراتية من أبناء المواطنات فإن الوطن لا شك مستفيد بزيادة سواد المواطنين في ظل تركيبة سكانية تتآكل فيها نسبة المواطنين سنوياً إلى غيرهم.
adel.m.alrashed@gmail.com
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه.