منكم السموحة
هرمنا.. يا مورينيو
انتظر جمهور ريال مدريد طويلاً قبل ان يحتفل باللحظة التاريخية التي تعادل فيها مع برشلونة بـ10 لاعبين ليتحقق إنجاز يحسب لقائد الثورة الملكية الثعلب مورينيو الذي غامر بسمعته وسمعة الفريق بتقديم اداء دفاعي لم يتعدّ عليه اصحاب القمصان البيضاء حتى خرج بنقطة لا تقدم ولا تؤخر لهم، بل على العكس صبت في مصلحة «البرشا» الذي حافظ على صدارته للدوري الإسباني بفارق ثماني نقاط.
مورينيو، نجح معنوياً في ايقاف الماكينة الكتالونية التي لا تهدأ وتعمل بتناغم وتناسق لا مثيل لهما داخل المستطيل الأخضر، لكنه فشل في استثمار الكم الهائل من النجوم في هز شباك الحارس فالديز، مثل كريستيانو رونالدو وكريم بنزيمة واديابور ومسعود اوزيل فشاهدناه «خائفاً» يتراجع الى الخطوط الخلفية للعب بسبعة وثمانية مدافعين معتقداً انه يقود فريقاً إيطالياً كإنترميلان.
وضحك جمهور برشلونة كثيراً بعد نهاية المباراة عندما خرجت اليه الإحصاءات لتؤكد ان ضيف ملعب «سنتياغو برنابيو» استحوذ على الكرة بنسبة 75٪ مقابل 25٪ لريال مدريد، ثم وجدنا مورينيو سعيداً بإنجاز التعادل ويرفع رأسه بغروره المعهود ويقول انه يرفض الحديث مع الصحافيين العاديين في المؤتمر الصحافي لأنه لا يتحدث الا مع رؤساء الصحف، فلو فاز مع من سيطلب الحديث؟
أنا لست برشلونياً، ولا أقلل من قيمة مدرب يشهد له العالم بقدراته وذكائه ودهائه، كما لا أملك المؤهلات التي تجعلني أنتقد شخصاً بحجم مورينيو لأنني باختصار لست رئيساً لصحيفة، لكنني مستغرب من فريق تضم تشكيلته افضل نجوم العالم وتبلغ قيمته السوقية نحو مليار دولار ولديه من الامكانات ما تعجز عنه دول، ومدرب يتقاضى 10 ملايين يورو في العام، ويستحوذ مع غريمه برشلونة على 80٪ من العوائد المالية التجارية في اوروبا مقابل 20٪ لبقية الاندية في القارة العجوز، ومع ذلك يعجز عن الثأر لخسارته في لقاء الذهاب عندما تلقت شباكه خمسة اهداف دون رد، وكنت اعتقد ان الريال لو فاز 4-صفر سيكون حزيناً لأنه لم يكمل الخماسية لنفاجأ به يحتفل بتعادل.
واليوم، وتحديداً عند الساعة 30:،11 ستزول اقنعة «الفرقعات» الإعلامية التي يختلقها مورينيو دائماً عندما يوهم جمهور مدريد المسكين ويقنعه بتفوقه حتى عندما يكون خاسراً او متعادلاً، لأن اليوم لا وجود للون الرمادي حيث سيصعد الفائز الى منصة التتويج ليحتفل بلقب كأس ملك اسبانيا وتتسلط عليه الأضواء التي ستنسى الذهاب الى الخاسر الا من باب رفع العتب والاستماع الى رد الفعل لا أكثر.
مورينيو، هرمنا ونحن ننتظر هذه اللحظة، ارحمنا قليلاً من قوة شخصيتك الطاغية في الملعب، واتركنا نشفي غليلنا، واسرق الكرة من بين اقدام «القزم» ميسي ان استطعت، فنحن لم نتذوق طعم الفوز على برشلونة منذ العام 2008 عندما هزمناهم في الدوري ذهاباً 1-صفر وإياباً 4-،1 أعدنا الى أيام زيدان وراؤول والبرازيلي رونالدو، واذا لم يكن اليوم في ملعب فالنسيا المحايد، فأمامك فرصتان يوم 27 الجاري والثالث من مايو المقبل في دوري ابطال اوروبا.
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .