منكم السموحة

مبروك سلفاً لريال مدريد

أحمد أبو الشايب

تدقّ ساعة الإثارة من جديد الساعة 45:10 مساء اليوم، وتشخص عيون الملايين في العالم لمتابعة ثالث كلاسيكو بين برشلونة وريال مدريد خلال هذا الشهر، ضمن الدور نصف النهائي من دوري ابطال أوروبا، في مباراة تحبس فيها الأنفاس لمدة 90 دقيقة، ويرافقها قلق وصيحات مع كل فرصة حقيقية أو ضائعة.

والآن، نضع القلم جانباً وننصت لحوار المدربين مورينيو الثعلب وغوارديولا المجتهد، وماذا سيفعلان اليوم؟ وما الشكل المناسب لأي منهما للظهور امام محبيه وجمهوره الذين ينتشرون في ارجاء الكون ولا تغيب عنهم الشمس، وتكثر التكهنات والنقاشات والمجادلات والمراهنات بين الجمهور الى حد بات فيه التوقع اصعب مما سبق، خصوصاً عندما كان الكل يجمع على ان برشلونة لا يختلف عليه اثنان في هزيمة ريال مدريد بعد الخماسية الشهيرة في ذهاب الدوري التي جلد بها الشباك الملكية لتصبح وصمة عار على جبين المدرب البرتغالي.

لكن الثالثة ربما تكون ثابتة للريال بعد التعادل 1-1 ايابا في الدوري، تبعها قتلا وسلبا لروح البرشا وهزيمته 1-صفر في كأس ملك اسبانيا، ما ترك اثارا بالغة السوء في نفوس «الكاتالونيين» حتى تسرب الى اعماقهم شعور بإمكانية توقف اسطورة فريق الأحلام الذي لا يقهر، كما سمعت من اكثر من مشجع متعصب انه قرر رمي «منديل» الاستسلام والعزوف نهائياً عن مؤازرة برشلونة.

انتصر الثعلب مورينيو داخل الملعب وخارجه، ووجه ضربة حرة مباشرة الى البرشلونيين بالقبض على احلامهم في كأس الملك، ثم إرعابهم بفوز ساحق غير متوقع أمام عقدته فالنسيا بنصف درزن من الأهداف سجلها لاعبو دكة البدلاء، وعائدون من الاصابة ابرزهم الارجنتيني هيغواين والبرازيلي كاكا وكريم بنزيمة، واراح خلال المباراة التي جرت ضمن الدوري اسلحته الفتاكة للقاء اليوم مثل رونالدو واوزيل وبيبي وراموس، بينما واصل برشلونة فشله الهجومي وعجز عن اصابة شباك منافسه اوساسونا وحقق فوزاً باهتاً بهدفين سجلهما بصعوبة فيا وميسي الذي اشترك في الشوط الثاني.

واثبت مورينيو في اخر مبارياته التي خاضها ان عصر الخماسية ولى الى غير رجعة، وهو الآن قادر على رد الصاع صاعين لبرشلونة، بفضل فريقه المتكامل عالي النضج والبدائل التي يملكها في دكة الاحتياط التي تؤهله لتشكيل فريقين متساويين وقادرين على اللعب معا بالقوة نفسها، الأمر الذي يفتقده برشلونة العاجز عن ايجاد رأس حربة يلعب الى جانب ميسي ويمكن ان يحل بديلاً لديفيد فيا المتراجع المستوى.

كما ان غوارديولا لا يملك سوى طريقة واحدة باللعب وهي تناقل الكرات القصيرة والاحتفاظ بها لأكبر مدة ممكنة حتى تتشكل ثغرة ينفذ منها ميسي، وهذا لم يعد مجدياً مع فريق بحجم ريال مدريد الذي ضحك من هذا الأسلوب بعد ان طار بأرزاق الكأس الملكي تاركاً لاعبي برشلونة يحتفظون بالكرة حتى صباح اليوم التالي.

وامام هذه المعطيات وتوافر الحلول وتنوعها لدى الريال وفقدها عند البارشا، فإن راية الفوز تلوح بأفق الفريق الملكي الذي يتملك أيضاً فرصة اللعب على ارضه وبين جمهوره.. وإذا لم يخرج علينا غوارديولا اليوم بطريقة جديدة فإننا نقولها بملء الفم «مبروك الفوز سلفاً لريال مدريد».

sheybbb@yahoo.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر