ملح وسكر

** نهائي كأس اتصالات سيكون فرصة كبيرة لفريقي الشباب والعين لتعويض ما فاتهما في الدوري وكأس رئيس الدولة، فالعين رغم مرضه هذا الموسم ومكانه المحرج الذي يقبع به في جدول الدوري، سيسعى جاهداً للظفر بالكأس من أجل إنعاش معنويات لاعبيه وإعادة الثقة إليهم، خصوصاً أنهم في تحدٍ من نوع خاص يتطلب منهم انتشال فريقهم وإخراجه من الدائرة التي دخل فيها، والتي ليس من السهولة النجاة منها كما يظن البعض.

وفي المقابل ستكون فرقة الجوارح مطالبة من قبل إدارتها وجماهيرها برأس البطولة عطفاً على أدائها المتميز وثبات نتائجها بالدوري الذي يفترض أن تتوج ببطولة خلال هذا الموسم، وهو ما زاد من أسهمهم للفوز وتحقيق اللقب، بيد أن النهائيات لا تعترف بهذا المنطق، كون الأوفر حظاً والأكثر انضباطاً والتزاماً ستكون الكأس من نصيبه، رغم أن الاثنين في أمس الحاجة إلى هذه البطولة لأهداف مختلفة بينهما، فالعين بتاريخه الحافل يأمل أن يطوي صفحة الواقع المر لينطلق عبرها نحو مستقبل أكثر تفاؤلاً وإشراقاً، والشباب هو الحاضر المتأمل للمستقبل، فهو يبحث عن قاعدة يبدأ من خلالها رحلة استرجاع ماضي البطولات وإعادة الفريق إلى السكة التي انحرف عن مسارها زمناً طويلاً.

** مهما حاول البعض إيجاد تبرير أو عذر، ستبقى وستظل مشكلة النصر مرتبطة بلاعبيه قبل أي شيء آخر، هذه العبارة كنت وسأظل أرددها منذ نحو 10 سنوات، وذكرت مرات ومرات أن المشكلة في اللاعبين وليست في المدربين الذين تعاقبوا بالعشرات على هذا الفريق الذي لم يعرف الاستقرار طوال تلك السنوات، فعادة تغيير المدربين صارت مثل تغيير وتبديل «فردة الحذاء» أجلّكم الله، في هذا النادي، والسبب الأول والأخير هم اللاعبون، رغم مكابرة بعض الإدارات التي تعاقبت على هذا الصرح بأن كانت ترمي باللائمة والتهمة دائماً في خانة المدربين، فالخسارة الأخيرة في الدوري أعادت إلى الأذهان السيناريو القديم الذي يتكرر في المواسم العشرة المنصرمة، وهو ما يخشى النصراوية أن يحدث مرةً أخرى، بعد الطفرة الأخيرة التي أحدثها زينغا بإعادة الانضباط والتوازن إلى الفريق، فقد أصبحت له صورة وشكل على الرغم من أنه لم يحقق تلك النتائج المرجوة، لكن الشكل العام بات مقبولاً، لأنه عمل أرضية صلبة وقف عليها الفريق وسينطلق منها للموسم المقبل، إذا ما حافظ اللاعبون على التزامهم وتجاوبهم مع المدرب، لكن الخسارة الأخيرة ومعاودة الأخطاء الساذجة التي كانوا يقعون فيها في الماضي، جعلت جماهيرهم تتهامس في ما بينها وتردد «يا خوفي من أن حليمة رجعت لعادتها القديمة».

** أخيراً سيحتاج الأهلي إلى بعض الوقت حتى يخرج من جلباب المدرب أوليري، الذي بعثر أوراق الفرسان، وعلى الرغم من التغيير الفني الذي حصل، فإن ذلك لا يكفي وحده دون تجاوب اللاعبين وتمردهم على ذاتهم من أجل إثبات أن المدرب السابق كان على خطأ وهم على صواب، فالروح الانهزامية يجب أن تزول وتمحى من عقليتهم، فالمفترض أن يعيدوا صورة الفرسان الغائبة وهويتهم الضائعة، كون الفريق لا ينقصه شيء، فهو يمتلك ما لا تمتلكه الفرق الأخرى من إمكانات ولاعبين مميزين، إلا أن المردود الفني لا يتواكب مع قدراتهم ومهاراتهم المعروفة، وهو ما ينبغي أن يتم الآن بتصحيح وعلاج ما دمره أوليري ونظريته الفاسدة.

ya300@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

الأكثر مشاركة