أقول لكم

لا تغركم بعض الأسماء، ولا يغشكم حرف الدال الذي يسبقها، فالثقافة والحصول على أعلى الرتب العلمية، وإضفاء طابع المنطق والفلسفة على الأحاديث، وفخ المديح من الأجهزة التابعة، كل ذلك لا يجعل من « المنتفخين » عظماء، فالعظيم هو الإنسان الحر، الحر برأيه، والحر بموقفه، والحر بإدارة شؤونه، وهؤلاء الأتباع لتنظيم « الإخوان » ليسوا أحراراً، فمن لا يملك القدرة على التصرف بمحض إرادته ليس حراً، هو مربوط بسلاسل وخيوط تحرك من قبل قيادات « المحافل » الكبرى لذلك التنظيم، مثلهم مثل الدمى المتحركة، تنطق بلسان غيرها، وتهتز متى شاء غيرها، وتسكت أيضاً وتنكمش متى أراد غيرها، هم خدام لغيرهم، يخضعون لهم، ينفذون رغباتهم، ويرددون ما يملونه عليهم، وقد اعتادوا على النواح، استدراراً للعواطف، يخرجون على القانون، فإذا حوسبوا صرخوا بأنهم مستهدفون، « يرفسون » النعم التي عاشوا فيها، وبعدها يتباكون، هذا أستاذ جامعي فرشت له الأرض وما فوقها ولم يحمد ربه، وذاك مستشار يدخل حسابه الشهري أكثر من راتب وينحرف برضاه، ثم يذرف الدموع مستعيناً بمنظمة أجنبية على أهله، والثالث يعيث فساداً، وهو الذي تولى ثلاثة مناصب رفيعة في حياته العملية، ولا يريد أن يعاقب على أفعاله لأنه يتبع ذلك التنظيم!

نفاق، حياتهم قائمة على النفاق، فهم في الأصل قد ميزوا أنفسهم، وجعلوا الدين محصوراً فيهم، درسهم منظروهم على هذا المبدأ، مبدأ التميز والعلو، والفئة أو الطائفة التي على حق، كما قال سعيد حوا، وهنا تكمن جهالتهم، ويظهر جلياً انحرافهم، ففي كتابه « خمسون عاماً على جماعة الإخوان المسلمين »، جعل حوا تلك الجماعة هي التي ينطبق عليها حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم، الذي جاء في معناه « ستكون في أمتي سبعون طائفة، واحدة منها على حق »، وأكد على ذلك مرات عدة، وأذكر أنني عندما قرأت ذلك في عام 1980 خرجت بنتيجة لم أحد عنها أبداً، هي أنهم ليسوا على حق، رغم أنني كنت يومها أقرأ فكرهم للتعرف عليه والإحاطة به بعد أن عايشت تشددهم ونفورهم من الآخرين، وقد تساءلت بعد أن طويت ذلك الكتاب عن الذين كانوا قبل ظهور هذه الجماعة، وأيضاً من يعيشون في عصرنا ولا يعرفون عنها، هل يعقل أن يكون كل الذين عمروا الأرض وبيوت الله وشدوا الرحال إلى المسجد الحرام ملبين ليسوا على حق، فقط لأنهم لم يتبعوا تنظيم الكشافة الذي أسسه حسن البنا؟!

myousef_1@yahoo.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

الأكثر مشاركة