ملاحظات على «الجزيرة الرياضية»
أصبحت قناة الجزيرة الرياضية المتنفس الوحيد وبلا منازع، لكل الشعوب العربية الراغبة في متابعة البطولات والمباريات وأشهر الدوريات حول العالم، بعدما سيطرت هذه القناة على النقل الحصري في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا لأهم وأمتع الاحداث الرياضية في كرة القدم، وغيرها من الألعاب كالسلة والطائرة والتنس واليد.
وكبر اخطبوط الجزيرة الرياضية، وازدادت توسعاً قبل نحو عامين عندما فازت بصفقة شراء منافسها المباشر قناة «ايه آر تي» واستحوذت من خلالها على حقوق بث أهم بطولة كانت تغرد خارج سرب الجزيرة وهي كأس العالم في جنوب افريقيا 2010 والبرازيل ،2014 لينضم المونديال الى باقة البطولات المنضوية تحت مظلة الجزيرة ويزيد عددها على 40 بطولة في كرة القدم.
ولا ننكر فضل هذه المؤسسة التي انطلقت في الفضاء العالمي عام 2003 وتفرع منها نحو 15 محطة عادية ومشفرة، متسلحة بإدارتها الذكية وامكاناتها المادية الهائلة والمهنية الفائقة، ما انعكس ايجابا على نوعية وجودة المنتج المعروض، وارتقت بذوق المشاهد العربي الذي استمتع بنقاء الصورة ووضوحها واحترافية إخراجها، كما أنصت الى محلليها ومذيعيها ومعلقيها ومراسليها الذين أرضوا كل الاذواق، لكن فوجئ مشاهدون بأن القناة الرياضية أخذت تنحرف عن مسارها اخيراً بوقوعها في سقطات مهنية وتقنية أثناء بثها المباريات، خصوصاً في بطولة دوري ابطال اوروبا، وتحديداً مباراة الكلاسيكو التي جمعت برشلونة مع ريال مدريد أربع مرات في الشهر الماضي، وشغلت الملايين حول العالم، فضلاً عن تحفظ المشاهدين على ملاحظات لا يجدون مبرراً لها حتى الآن.
وهناك ملاحظات تحدث خصت مشجعي ريال مدريد، وهي كثرة إعادة القناة للمباراة التي فاز بها برشلونة على الفريق الملكي في دوري الموسم قبل الماضي بنتيجة 6-،2 ما اعتبر استفزازا لمشاعرهم، وإعلاناً من القناة بالانحياز لبرشلونة الذي يحظى بعقد رعاية قطري لقميصه يصل الى أكثر من 30 مليون يورو في الموسم الواحد وحتى .2016 كما تؤكد القناة هذه النظرية في كل مباراة كلاسيكو عندما تقوم بتكرار بث اللقطات التي فيها شبهة ظلم تحكيمي لبرشلونة مرات عدة، ولا تقابل ذلك بالمثل اذا تعلق الأمر بريال مدريد.
وفي الكلاسيكو الأخير افسدت القناة الفرحة على المشاهدين ومتعة متابعة الأجواء بعد تعادل البرشا مع الريال 1-1 وتأهل برشلونة الى المباراة النهائية لدوري ابطال أوروبا، عندما أزاحت الكاميرا مباشرة الى الاستوديو التحليلي، حيث حضر أيمن جادة وضيوفه، ثم عاد البث من جديد من داخل ملعب كامب نو بعدما انتهت «الزيطة»، وقد كان موجوداً النجم السعودي نواف التمياط ضيفاً، ثم ظهرت على الشاشة عبارة «من أرضية ملعب كامب نو»، فهل إنجاز للجزيرة أن يقف المراسل وضيفه على أرض الملعب وهو فارغ تماماً من الجمهور وقد لوحظ في خلفية الصورة دخول رجال النظافة؟ بالإضافة الى إعلان التشويش قبل المباراة ونقلها الى قنوات أخرى. قد تكون هذه الاخطاء عادية من وجهة نظر الكثيرين لكنها كبيرة ولا تغتفر اذا أدركنا حساسيتها وتأثيرها النفسي في المشاهد العربي الذي بات ينظر للجزيرة الرياضية كمتنفس رياضي صادق وحيادي وموضوعي، ومتطور تكنولوجياً أيضاً.
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .