أقول لكم

محمد يوسف

ندور حول أنفسنا، لا نعرف ماذا نفعل، نتابع أحداث ليبيا أم اليمن أم سورية؟ نسمع هذا أو ذاك، نصدق البيان الصادر عن جهة رسمية أم تقرير منظمة موجودة على بعد آلاف الأميال؟، نتفاءل أم نتشائم؟ ثورة مصر تتحول كل يوم إلى عكس كل الأمنيات، الطائفية تبرز بين تفاصيلها حتى أصبحت هي الأساس، وتونس تعود إلى المشهد السابق، ضرب كل من يعترض في الشوارع والميادين، وبقسوة، وبن لادن يظهر فجأة ليحتل صدارة الأحداث في لحظاته الأخيرة، ويهنئ أوباما نفسه على النصر العظيم، وتدور الدوائر، طاولات تنقلب، وأساسات تهتز، كيف نركز؟ مطامع، ومطامح، وأحلام وردية يلفها السواد، ونحن نتلفت يميناً وشمالاً، نبحث عن إجابات، من على حق، ومن على باطل؟ من يفعل الصواب ومن يخطئ في اختيار الأوقات؟ إنها الفوضى الخلاقة كما أرادها بوش، أو المدمرة كما خطط لها الصهاينة، ننام على مفاجأة، ونصحو على مفاجآت، وما بينهما نحلم بالمباح وغير المباح، أصبحنا أساتذة في التحليل والتفسير وما عاد كتاب «ابن سيرين» ينفعنا، كل واحد منا قادر على تأليف كتاب للأحلام، وآخر الخطط لتحريك أحجار الشطرنج، فالرقعة تتسع، والنقلات تقودنا نحو مجهول لا نعرف عنه شيئاً، نجاد غاضب ومعتصم ببيته، خاصمه مرشده الأكبر، ولكن حاشيته مازالت تطلق التصريحات العوجاء، ونتنياهو لا يعجبه أن يتصالح أبومازن وخالد مشعل، ويعطينا الخيارات، إما أن تتقاتلوا أو نقتلكم، بأيدينا لا بأيديكم، هكذا أمرت وهكذا سأكون، القدس لاتزال تسرق، ونحن ننظر إليها من بعيد، ونتساءل إن كان المهندس سيصلح الشارع المصري؟ وهل كان البوعزيزي يستحق كل ما حصل بعد أن أشعل النار التى لم تنطفئ بعد؟ وهل يولد المستقبل في مستنقعات الدماء المهدرة في الأرجاء؟ نتساءل، فقط نحن نتساءل، أما الإجابات فهي ليست عندنا، هي رهن المصادفات والفرص والتطورات اللحظية، وما يخططون، لا أقصد المتآمرون، فهؤلاء ما عاد لهم وجود، خططهم مازالت في الأدراج محبوسة، هذه خطط جديدة، مبتكرة، أن نخلط الحابل بالنابل، وأن يكون السير عكس التيار، وأن تتوقف الأزمان عند ساعة غضب أو تحد أو غرور، أو صفعة على وجه بائع خضار.

myousef_1@yahoo.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر