أقول لكم

محمد يوسف

... وبعد أن طال الحديث، وتشعبنا في نقل «همهمات» الناس قبل همساتهم، لابد لنا أن نختتم، وبالتأكيد الخاتمة ليست مثل البداية، فقد بدأنا بحالة «المزاح الثقيل» الذي انتشر بين الناس، هذا يطلق نكتة والآخر يرد، واستخدمت تعابير شعبية ومصطلحات مناطقية، ووظفت عادات وتقاليد ولهجات، ولم تسلم أصناف الأكل من الطرح في الحوار الوحيد المتوافر.

الخاتمة هي الخلاصة، وخلاصة القول أننا لا نعرف شيئاً، ونضع نقطة ثم نصمت لأننا بحق لا نعرف شيئاً، ولا يمكن أن نقدم شيئاً، كما أننا لا نملك القدرة الاستنتاجية لتلك الكلمات القليلة التي لم تكن سوى بضعة سطور، وقد كنا نستحق أن نعرف، نعم، يحق لنا أن نعرف حتى لا نخوض مع الخائضين في ما لا نعرف، فهذه قضية مصيرية، كما قلت سابقاً، تساوي زلزالاً يكسر كل قياسات «ريختر»، والمصير يخصّ أهله، وقد كان كل الأهل المعنيين بالأمر ينتظرون توضيحاً، مجرد توضيح، فنحن نعرف جيداً الظروف التي تمر بها المنطقة، وفي الوقت نفسه نعرف أن «جماعتنا» لا يبنون قراراتهم بناء على تداعيات مستجدات طارئة، عندنا تركيبة سكانية غير متوازنة؟ نعم، وعندنا أخطار محدقة ومؤامرات إقليمية منظمة؟ نعم، وعندنا محيط عربي غير مستقر أسقط أنظمة وهز أنظمة أخرى؟ نعم، ولكننا في الوقت نفسه نملك الثقة بأنفسنا وبمجلس تعاوننا الذي أثبت أنه قادر على مواجهة التحديات بعد أحداث البحرين، وهذه ثقة نحصدها اليوم بعد أن غرست أنظمتنا بذورها في الأرض الصلبة التي نقف عليها، الناس في الخليج العربي مثقفون، ومطلعون، ويحتكون بجيرانهم، وما بعد جيرانهم، يزورون العالم كله، من شرقه إلى غربه، ومن شماله إلى جنوبه، ويقارنون، نحن دوماً نضع الجميع محل مقارنة معنا، كيف يعيشون؟ وكيف يحترمون؟ وكيف يأمنون على أنفسهم وعلى أملاكهم؟ ودوماً تكون كفتنا هي الراجحة، وهذه نعمة نحمد الله عليها، ونشكر من كانوا سبباً في توافرها، ولكننا لا نطلب الكثير عندما نتساءل باحثين عن إجابات شافية وشفافة حول قرار دعوة الأردن والمغرب للانضمام إلى مجلس التعاون.

myousef_1@yahoo.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر