أقول لكم

« أمة مستفزة »، تصلح عنواناً لحالنا عسى أن تُقرأ بشكل سليم، وأن تفتح الفاء ولا تكسر، فالقصد هو أن هذه الأمة ومن بعد « البوعزيزي » أصبحت تعيش في حالة من التوتر والاستفزاز إلى درجة أن كل شخص أو طرف أو فئة مستعد للإتيان بتصرفات غير التي تعودنا عليها من قبل، يمكن أن يكون « البوكس » حلاً، ويمكن أن يكون « العقال » وسيلة حضارية للنقاش، ويمكن أن يكون الغرور والتحدث من « الخشم » أسلوباً للحوار الثوري الجديد.

لقد تغيرنا، شطحنا، ركبتنا شياطين، لم نعهدها من قبل، من الإنس والجن، من فوق الأرض ومن تحتها، تقمصتنا، وتلبستنا، لا ندري إن كانت هي التي تلبستنا أم نحن الذين لبسناها، ولكن أصبحت ترافقنا، هذا ما نراه ونحسه ونعايشه في كل لحظة، فهؤلاء نواب مجلس الأمة الكويتي، ممثلو الشعب، النخبة المنتخبة، والرموز التي يشار إليها للتعبير عن الإرادات الوطنية، هل يمكن أن نفتخر بهم؟ سؤال كبير بعد الفعل « الصبياني » الذي رأيناه يقع فأخجلنا، نحن خجلنا، أخفينا وجوهنا كأن تلك « العقل » كانت موجهة إلينا، تريد أن تنزع آخر الخيوط التي تربطنا بديمقراطية النسبة، سلف وشيعة يحرقون آمال الكويتيين، ومعهم كل العرب، والعرب اليوم لا ينقصهم هذا المشهد، فهناك في مصر طوائف مستفزة، وفئات متنافرة، وأفراد تحركهم الأهواء، والكل يتصادم، استفزتهم حركة شعبية هم كانوا لا يعرفون شيئاً عنها، ولم يستوعبوا نتائجها، وكل ركب رأسه، ورافق الشيطان إلى حيث يقوده، والشيطان لا يقود إلى الخير، وردة فعلنا ليست عاطفية، ليست مثل ما قالت الإعلامية المشهورة إن أهلها في الخليج ينظرون إلى الأمور في مصر بنظرة عاطفية، ونست أن مصر لا يمكن أن تتخلى عن عواطفها، فهي التي علمتنا الحب، حب كل شيء، ولا يمكن أن تنفع في أداء هذا الدور الجديد، دور الانتقام وحرق التاريخ، وإنجاز الشباب، ذلك الإنجاز الذي لايزال ينتظر التقدير بعيداً عن حالة التوتر والاستفزاز المنعكسة على سطح أحداث الأمة كلها، فهذه الأمة أصبحت مستفزة.

myousef_1@yahoo.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

الأكثر مشاركة