أقول لكم
هذا الرئيس الأميركي باراك أوباما، بجلاله وعظمته، وبكل ما يمثل من ثقل دولي لا يوازيه أي ثقل، حتى لو وضعت دول العالم كلها في كفة، ووضع هو وبلاده في كفة أخرى، فستكون كفته هي الراجحة، رأيناه، وسمعناه، وقد اختصر العالم كله في هذه المنطقة، من محيطها الأطلسي إلى خليجها العربي، وما بين الاثنين أرض الأمة، والبلاد التي تكون الأمة، تحدث بصيغة الجمع مرة، وخص أطرافاً محددة مرات عدة، عمم وخصص، توسع وضيق، وشرح الحالة العامة للعرب، فقط لا غير، كأن القلق هنا يتجمع، بلا شك أقصد قلق سيدة سادات الدنيا وما حواها، اعترف بأنه لم يكن خلف الثورات في الأشهر الستة الأخيرة، ولكنه قرر تسخير الموارد للآتي، ولا نعلم ما الآتي، عرفنا أنه سيدعم الديمقراطية، ولم يقل لنا أية ديمقراطية سيختار لكل بلد، وأي نوع من الشراكة هو يطلب، شراكة الإقصاء أم شراكة القرار أم الطائفية؟ فالتجارب مع هذه الأميركا لا تبشر بالخير، خصوصاً عندما تضع يدها في أمر، ولكن ربما أميركا أوباما شيء آخر، فهو بالأمس طرح ما لم يطرح من قبل في موضوع فلسطين، ربما بدأت الدولة العظمى الحاضنة لإسرائيل تفهم، ربما، ومع ذلك نتمنى ألا يظهر علينا ذات يوم ليقول لنا من أنتم، فهو ينكأ جرحاً غير قابل للشفاء، بل مرفوض أن توصف له الأدوية، فإن كان فعل شيئاً لم يسبقه إليه أحد من قبل فسننتظر مع المنتظرين لنرى، نريد أن نرى علاجه إن كان بالبلاسم أم بالكي، بالصبر والتأني أم بالبتر، هو فقط الذي يدري ونتنياهو أيضاً يدري، وقد رد بسرعة البرق على السيد الرئيس، رد بـ « لا » كبيرة ورافضة، قال لا عودة إلى حدود ،67 رغم كل ما أخذ في الخطاب نفسه من ضمانات ووصفات تبدأ من تأييد الدولة العبرية الدينية إلى رفض الدولة الفلسطينية المدعومة من الأمم المتحدة، وسننتظر لنسمع ونرى كيف يكون التجاذب، وكيف يمكن أن يقنعنا الرئيس باراك أوباما بأن هذه الأمة يمكن أن تخرج من مرحلة الاستفزاز من دون حل قضية فلسطين.
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .