أقول لكم
قرأت الإدارة الأميركية الواقع العربي جيداً، ولهذا خرجت علينا بطرح جديد لحل القضية الفلسطينية، صحيح أن الرئيس أوباما أكد على كل المواقف المعروفة والثابتة تجاه إسرائيل، ابتداءً من حقها في العيش بأمان وانتهاء بعدم السماح لأحد بالتشكيك في العلاقة الاستراتيجية التي تربط البلدين، أقصد الولايات المتحدة وإسرائيل، ولكن القراءة الصحيحة جاءت مع تأكيد الحق الفلسطيني في دولته على الأراضي المحتلة عام ،1967 فالصورة تغيرت، كل تفاصيلها تغيرت، وقوة إسرائيل وسلاحها النووي، وذراعها الطويلة، كل تلك المسميات أصبحت من «تراث» حقبة أزالتها رياح ،2011 وهي رياح عاتية، تغير التضاريس في الثوابت قبل المتحركات من الأمور، والصراع العربي الإسرائيلي يشبه بقعة في مجاهل الرَبع الخالي، تتغير تفاصيله بحسب ما يهب من رياح، وتتكون كثبانه أو تزول بحسب اتجاه الرياح، وكانت «التجربة» الأولية لما يمكن أن يحدث لاحقاً أمام أنظار باراك أوباما وهو يلقي خطابه الأخير، خمسة أيام فقط تفصل الخامس عشر من مايو عن التاسع عشر منه، وفي الخامس عشر حدث أمر خطير، خطير على إسرائيل عندما درس الباحثون والمحللون الصورة من كل جوانبها اتضح لهم، وإن كان نتنياهو عجز عن ذلك، ويكفى أن نراجع تلك المشاهد للجولان في ذلك اليوم، في أقصى اليمين ـ يمين الصورة ـ كان جمهور الجولان المحتل ينادي، وفي يسار الصورة كان جمهور عربي في الأراضي السورية ينادي، وفي الوسط، ليس هناك في الوسط سوى أسلاك شائكة وبضع سيارات عسكرية وجنود إسرائيليين غير قادرين على تحديد اتجاههم، تلك كانت صورة حقيقية لحدث آتٍ بلا ريب، هو آتٍ مادام هناك احتلال، وهو آتٍ مادام هناك حق سليب، وهو آتٍ مادام هناك طرف صغير و«محشور» وسط هذا الزخم الهائل من الناس وإراداتهم، وهو آتٍ مادام هناك من لايزال يتعامل بغطرسة القوة والبطش، ولهذا طرح الرئيس الأميركي حلاً سياسياً لاستباق الأحداث الآتية لأنه قرأ الواقع العربي جيداً
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .