5 دقائق
رؤى« الحمل الكاذب »
رؤى.. أهداف.. استراتيجيات.. عناوين عصرية، ومثلها بعض التصريحات الاقتصادية الرنانة، وتوقعات النمو في وسائل الإعلام المختلفة، وذلك ضمن حراك عالمي تبنته مؤسسات محلية واتحادية، خلال السنوات القليلة الماضية، تماشياً مع سيل الحداثة والتطوير والاهتمام بخدمة العملاء والتواصل مع الرأي العام.
وحيث برزت الحاجة إلى تكامل الأدوار المؤسسية الرئيسة بدءاً من نوايا الحرص على تطوير سياسات الخدمات المقدمة، وحتى المتابعة والتحقق من نتائج خطط تلك التوجهات.
في الوقت نفسه تنتاب المراقب المختص لتلك الرؤى والاستراتيجيات والتصريحات المستقبلية نظرة تخوف من قيام بعض المسؤولين الأخذ بها في سياق التجميل الإعلامي الصرف، ولتشغل حيزاً في لوحات الاستقبال كجزء من ديكور مؤسساتهم من دون إيمان حقيقي بمحتواها أو تطبيقاتها، مشيرين إلى عجز البعض حتى عن تعريف معاني الاستراتيجيات، ولسان حالهم يقول: « حشر مع الناس عيد »!
لكن السؤال هنا، هل من متابعة حقيقية لنتائج تلك الاستراتيجيات؟
وأين دور الإعلام والإعلاميين الذين تبنوا نشر مثل تلك الوعود في متابعة الإخفاقات المرتبطة بتلك الأهداف والاستراتيجيات في مؤسساتنا - إن وجدت - وتسليط الضوء عليها ولو بعد زمن؟
ومن يسأل ذاك المسؤول - ولو بعد عقد - عما صرح به أو أكده من سياسة أو هدف حدده أو تعهد بتنفيذه للمجتمع أو المتعاملين معه؟
بالطبع الإنصاف يملي عدم التعميم السلبي أو الثناء المطلق، لكن المتابع للمعروض من رؤى ووعود وأهداف واستراتيجيات يمكنه تلمس ما قد يتحقق أو لا يتحقق، والأجدر أن تتسم تلك التوجهات بما هو متاح من إمكانات، ضمن خطط مدروسة وفي نطاق المسؤولية المجتمعية الشاملة، وألا تتشابه في استنتاجها - لا قدر الله - نتائج الحمل الكاذب.
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .