الفرق بين العلاوة والمكافأة

لا يوجد نظام إداري مثالي قابل للتطبيق في كل مكان وزمان، ولا يوجد نظام ناجح في كل شيء، وآخر فاشل بأكمله، فما ينطبق على موظفي «مايكروسوفت» في أميركا ربما لا يناسب موظفي بلدية دبي، فالنظام الإداري هو نتاج المؤسسة والمجتمع والظروف المحيطة في كليهما.

قد يرى البعض أن العلاوة السنوية يجب أن ترتبط بأداء الموظف، على اعتبار أن ذلك مطبّق في كثير من دول العالم، لكن من الضروري أن ننظر إلى طبيعة مجتمعنا وبيئتنا وظروفنا المحيطة، قبل أن نطبق نظاماً مثل هذا، فمع إقرارنا الكامل بأن الموظف يستحق العلاوة وفقاً لإنتاجه وأدائه وعمله، إلا أن ذلك يجب أن يُربط بالعلاوات التشجيعية أو المكافآت السنوية وليس بالعلاوة السنوية.

لا دخل للعلاوة السنوية في أداء الموظف، فهي مرتبطة بظروف المعيشة ونسب التضخم في البلد، ونسبة الغلاء وارتفاع الأسعار بشكل عام، وتالياً فهي وفقاً لذلك تصبح أشبه بالحق المكتسب لجميع الموظفين في مختلف الدرجات الوظيفية، قد تتفاوت نسبتها حسب درجة الموظف، لكن لابد من أن يحصل الجميع عليها، فالجميع يعيشون في البلد نفسه، ويشترون من الأسواق نفسها، ويدفعون الفواتير نفسها.

الزيادة السنوية هي بالفعل زيادة ضئيلة، خصوصاً للدرجات الوظيفية الدنيا والمتوسطة، فهي تشكل نسبة قليلة جداً تحسب على الراتب الأساسي وليس الإجمالي، وقد لا تتجاوز في حالات كثيرة 200 أو 300 درهم، لذا فإن قيمتها المعنوية أهم بكثير من قيمتها المالية، وفائدتها الوحيدة هي كسر جمود الرقم الشهري الذي يتقاضاه الموظف طوال عام.

هي ليست مكافأة مجزية يجب ألا يحصل عليها سوى الحاصلين على تقييم ممتاز، كما أنها ليست عقوبة كافية حتى تحجب عن موظف غير منتج، ولا تصلح أن تكون كذلك، ويجب ألا تكون لها علاقة بالموظف الممتاز، ولا يُحرم منها الضعيف.

قد لا نجدها في القطاع الخاص، لكن وجودها في القطاع الحكومي معتاد، وضروري، وهي على ضآلتها إلا أنها مفيدة للدرجات الوظيفية الدنيا التي تستفيد منها بشكل أفضل مع طول سنوات الخدمة، وقلة الترقيات، فتُعين هذه الشريحة بشكل أو بآخر على تحمل ارتفاعات الأسعار أو زيادة نسبة التضخم.

أمر ضروري يحتاج إلى إعادة النظر، والخلط بين العلاوة السنوية، وبين المكافآت أو «البونص» أمر غير محبب، فالمكافأة تحتاج إلى تقييم، وتحتاج إلى الممتاز كي يحصل على نسبة أعلى، أما العلاوة السنوية الدورية فهي لجميع الموظفين بغض النظر عن أدائهم وتقييمهم.

reyami@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

الأكثر مشاركة