منكم السموحة
مدريد «الكراهية».. وبرشلونة «الأخلاق»
هكذا اصبح الانطباع السائد عن الناديين الإسبانيين الأكثر شهرة في العالم، فبرشلونة زرع في نفوس عشاقه ومشجعيه وكل من يشاهده، الحب والتسامح والاخلاق النبيلة، التي تعززت في نهائي ابطال اوروبا في المباراة التي جمعته مع مانشستر يونايتد، بينما لا نرى من ريال مدريد سوى الكراهية والضغينة ونقل الأحقاد من داخل الملعب في دقائق المباراة الـ90 الى خارج المستطيل الأخضر.
وليلة السبت الماضي رسم برشلونة إحدى لوحاته الاخلاقية في ملعب ويمبلي، عندما تغلب على مانشستر يونايتد في نهائي دوري ابطال اوروبا بنتيجة 3-1 في لقاء وقف العالم احتراماً لهذا لفريق وقائده المدرب جوسيب غوارديولا، بعدما دفع المدرب باللاعب المسلم ايريك ابيدال، الذي ينحدر من اصول افريقية وجنسيته الفرنسية، في التشكيلة الأساسية للفريق رغم الحالة الصحية التي عاناها النجم واسمه السابق «بلال» بعد اصابته بورم سرطاني في الكبد.
وكان غوارديولا يدرك خطورة المغامرة بلاعب مريض وما سيشكله من ثقل فني داخل الملعب يمكن ان يؤدي الى هزيمة تاريخية بخسارة نهائي اهم بطولة اوروبية، لا يمكن تعويضها في مباراة اياب، ثم سلمه شارة كابتن الفريق ومنحه شرف تسلم كأس القارة في موقف ابكى مشجعي البارسا، لعلمه ان ذلك قد لا يتكرر مع ابيدال في حياته التي باتت قصيرة في الملاعب.
فضل النادي الكاتالوني بمسؤوليه ومدربه الشاب الذي أعتبره الآن الأفضل على الساحة الكروية في العالم، الأخلاق النبيلة على المنافسة الرياضية، لإيمانهم بمصطلح «الروح الرياضية» الذي بات شعاراً عند الكثيرين ممن يمارسون اللعبة الأكثر شعبية في العالم، ولا نلمسها في الملاعب الا في ما ندر. كما قدم ابناء الإقليم المطالب بالانفصال عن الدولة الإسبانية درساً في اللعب النظيف الخالي من التشنجات والاحتكاكات التي لا تظهر الا اذا كان طرف المباراة الاخر هو ريال مدريد، اذ لم يستخدم حكم المباراة المجري فيكتور كاساي البطاقات الحمراء اطلاقا، وكل ما فعله اشهار اربع انذارات صُفر اكدت ان طرفي اللقاء برشلونة ومانشستر يلعبان كرة قدم ناصعة البياض بكل ما تحمل العبارة من معنى.
أما ريال مدريد الذي لا ناقة له ولا جمل في النهائي الأوروبي، فنجده يحشر انفه في المباراة ويقف طرفاً مسانداً لمانشستر يونايتد ضد برشلونة، بدلاً من مساندة ابن بلده، من دون ان يكترث لمصطلح «التنافس الشريف» في البطولات المحلية والخارجية، الذي يتخذه اغلب الأندية شعاراً له.
ولم يكتف ريال مدريد بمساندة الفريق الإنجليزي، بل قدم مدربه البرتغالي مورينيو نصيحة مجانية لمدرب مانشستر كشف له عن خبراته في مواجهة الأسد البرشلوني والطريقة المثلى للفوز عليه، وهي اللعب الدفاعي، وكسر من تسول له نفسه من اللاعبين اختراق منظومة الخط الخلفي، فضلاً عن غروره المعروف، والتجيير لنفسه اي انجاز يحققه الفريق الذي يدربه حيث طلب من لاعبي الريال تمرير الكرات للنجم كريستانو رونالدو حتى يتفوق على الأرجنتيني ليونيل ميسي في عدد الأهداف، ثم الهمس للاعبين مثل كريم بنزيمة بمهاجمة التحكيم وتشويه صورة برشلونة عند كل مقابلة تجمعهما.
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .