صندوق الفرج.. تعزيز الشراكة

قصة سجن الشاب علي معيوف فيلم من صناعة القضاء والقدر، فقد خرج علي من بيته في خورفكان فرحاً بعد أن وصلته البشارة من أبوظبي تطلبه لإجراء مقابلة وظيفية، فإذا به في السجن بعد أن ساق القدر ضحيته أمام سيارته. فقد كان ابتلاءً جعل الفرح حزناً، وعطل الأمل حتى كاد أن يصبح يأساً إلى أن جاء الفرج على يد أخيار هذه الدولة المباركة من خلال «صندوق الفرج» التابع لوزارة الداخلية. «صندوق الفرج» مشهد آخر من مشاهد الإدارة الإنسانية التي منّ الله بها على دولة الإمارات. وتكون المفارقة أبلغ تعبيراً عندما تكون المبادرة بالتفريج عن السجين من سجّانه. وهو نموذج آخر تقدمه وزارة الداخلية في جعل العمل الشرطي جزءاً من نسيج المجتمع لا متحكماً فيه أو قائماً عليه، والتأسيس لشراكة تجعل ما يسمى بالشعور المتبادل حقيقة تؤكدها الشراكة. هذه الشراكة طالما تباهت بها الصحافة في كل لقاء وأي مناسبة أمام مسؤولي بعض المؤسسات المدنية المجافية للصحافة والمتنكرة لدورها، فتذكرهم بأن وزارة الداخلية التي تعتبر الخصم الأكبر للصحافة والصحافيين في أكثر الدول هي الأقرب ودّاً هنا في الإمارات والأكثر إيماناً بمفهوم الشراكة.

وإذا كان «صندوق الفرج» قد استطاع أن يفرّج خلال أسابيع معدودة عن العديد من السجناء المعسرين ويرسم الانفراج على وجوه خيمت عليها الكآبة ونفوس نال منها اليأس، فإنه في الجانب الآخر أطلق العنان لفيض المشاعر الخيّرة وفتح أبواباً جديدة للخير كان العديد من الأخيار ينتظرونها ليكونوا سبباً في تفريج الكرب عن المبتلين، ودفع الضر عن المتضررين.

فهمت وزارة الداخلية بقيادة سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان رسالة الصحافة جيداً، فأرادت أن يكون لهذا المشروع الخيري صداه السريع والفعال في المجتمع، فوقع الاختيار على «الإمارات اليوم» لتكون وسيلة الاتصال بين صاحب الحاجة وطالب الأجر والثواب.

adel.m.alrashed@gmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

الأكثر مشاركة