(لستِ ملاكاً يا حبيبتي..!!)

إيزوبوتان، بوتان، بروبان، سيكلو ميتكون، ألومنيوم كلوروهايدريت، عطر، مادة معقمة، ديستيردمنيوم هكتورايت، نشاء الذرة المعدل، مانيتول الفا، إيزوميتيل أيونون، بنزين سالسيلات، بوتيليفينيل ميتليبروبينال، سينترال، سيترونيلول، كومارين، جيرانيول، هيدروكسيسوهيكسيل3 سيكلوهكسين كاربوكسالديهايد، ليمونين، لينالول. جميعها تخلط وتوضع في علبة واحدة!

أقسم بالله أنني لا أمزح هذه المرة.

هل قرأت المكونات أعلاه؟ أنا متأكد أن أي قارئ لها لن يتصورها تخرج عن أن تكون الوصفة السرية للقنبلة الهيدروجينية التي وجدت في مذكرات ديفيد كاي المفتش المغرور الذي كلف بإزالة برنامج صدام النووي ومات في ظروف غامضة، أو أنها مكونات دواء جديد سيشفي من السرطان والإيدز وأمراض البروستاتا والأمراض النفسية لتعقيده الشديد، أو ربما تعويذة تستخدمها ربات البيوت في إحدى القرى الإفريقية لإفزاع الجان!

الحقيقة أن هذه المكونات مكتوبة باللغة العربية وكما نقلتها حرفياً على كل عبوة من عبوات تلك الماركة الشهيرة لمزيلات العرق، لم أكن أعلم أن هذا الـ«سم الهاري» يلاصق أجسادنا ثلاث أو أربع مرات يومياً. ثم نستغرب بعد ذلك أن نصاب بالسرطان، أنا شخصياً سأستغرب إن لم يصب من يستخدم كل هذه الوصفة بالسرطان من أول ليلة! ما هذه المكونات المفزعة؟ إيزوبوتان وباتان.. أحدنا لن يتحمل «باتاني» واحداً إذا غضب عليه فكيف بالإيزوبوتان؟ وفي مزيلات العرق! لا أعتقد! ثم ما هي الديستيردمنيوم هكتورايت هذه؟! كيف حفظ اسمها من اكتشفها ؟ سينترال معقولة ربما، ولا أعلم لماذا يستحضر الذهن الآن النكتة السمجة للمرأة التي قلبت بيتها سنترالاً لأن زوجها اتصل من الخارج، ثم ما الذي أتى بالبنزين في مزيل العرق؟وبعد ذلك نسأل عن سبب توقف نصف محطاتنا عن العمل! ولكن دع هذا كله جانباً واسمع الى هذه: هيدروكسيسوهيكسيل3 سيكلوهكسين كاربوكسالديهايد، أذكر أنني رسبت في الكيمياء لأنني لم أستطع كتابة الرمز الذري لثالث أكسيد المنجنيز فكيف ستكتب هذه؟ أليست الـ«شّبّة» وحبيبات الفحم أرحم وأكثر أماناً من ناحية التركيب على الأقل؟!

ما دفعني لقراءة محتوى العلبة هو أنني كنت أرغب في معرفة مصدرها وأين تُمثل دعاياتها التي تعتمد بدرجة رئيسة على عملية الإغواء الجنسي للجنس الآخر، كأن فتياتنا لن يغويهن سوى شاب لا «يصنن»، والأدهى هو قيام عدد من قنواتنا بعرض دعاية للمنتج تتمثل فيه الملائكة بصورة إناث أغواهن المنتج، ونسي مسؤولو الإعلان لدينا قول الخالق: «وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثاً أشهدوا خلقهم ستكتب شهادتهم ويسألون»، الملائكة والمرأة أكرم من هذه الصورة القبيحة! أما هيئة الطرق والمواصلات فقد كملتها بالدعاية التي وضعتها للمنتج ذاته على شبابيك باصاتها أخيراً، وهي تحمل عبارة: «سيقعن في جاذبيتك!».. وهو راكب باص عاد؟!

shwaikh@eim.ae

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

الأكثر مشاركة