من المجالس
زلزال اليابان و« إي.كولاي »
أحدهم تمنى لو أن الكشف عن بكتيريا « إي.كولاي » القاتلة قد تأخر إلى حين دخول شهر رمضان المبارك، وواحد آخر تمنى لو أن الخبر بكّر قليلاً وجاء في مارس أو أبريل الماضيين، أي قبل إقبال الناس على التحضير لرحلاتهم الصيفية. دعوة الأول كانت على تجار سوق الخضار واللحوم التي تمثل عمود السفرة الرمضانية، فخبر مثل انتشار البكتيريا التي سكنت الخيار ثم رُحلت إلى اللحوم ثم نُفيت إلى المجهول، كان كفيلاً بأن يلجم أرباب سوق الخضار أياماً معدودات، إلى أن يستوعب الصائمون الصدمة كعادتهم في كل عام، وتطير على التجار فرصة رفع سعر البقدونس إلى 10 أضعاف، ومضاعفة أسعار الخضار واللحوم، كأن البلاد مقبلة على سبع عجاف، لكن سارت الأمور عكس الأمنية، فتعجل الألمان الكشف عن المرض في شعبان، ثم باغتوا العالم ببراءة الخيار من البكتيريا، كبراءة الذئب من دم ابن يعقوب، فهل راحت على صاحبنا، وفاز التجار مرة أخرى برمضان خالٍ من موانع الربح المضاعف والسريع، أم أن « حماية المستهلك » ستكون بديلاً مناسباً للبكتيريا، ولكن بشكل غير قاتل، و« ستجبر » التجار على أن يتقوا الله في عباده الصائمين؟
الثاني غيّر وجهته السياحية هذا العام من الشرق إلى الغرب، بعد زلزال اليابان النووي، الذي وصل بإشعاعاته إلى معظم دول شرق آسيا، وزلزال « ربيع الثورات العربية »، الذي كاد يوقف حركة الحياة في الدول العربية السياحية. لذلك تمنى لو أن الحلقة اكتملت غرباً في الوقت نفسه، فهزت كل خطط مصطادي السائحين من شركات طيران وفنادق ووسائل نقل، إلى مقاهي الأرصفة، التي تجعل الأسعار في هذا الوقت من كل عام تنافس مؤشرات أسواق الأسهم في أوقات جنونها. لكن خاب ظن هذا الآخر، وطارت شركات الطيران وبقية عناصر الفريق بأرزاقها. وصار عليه أن يدفع دون أن يرجو خيراً هذه المرة من « حماية المستهلك » أو غيرها.
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .