مورينيو..« محرّض رخيص ومخادع »

أدعو المدريديين إلى الانتباه والتمعن في تصرفات مدربهم الخارق للعادة، البرتغالي جوزيه مورينيو، القادر على إجادة اللعبة الإعلامية بحرفية وذكاء منقطع النظير، بتصرفاته وتصريحاته المثيرة للجدل، التي أصبحت المادة الاعلامية الدسمة لجميع وسائل الاعلام على اختلاف أنواعها، في المقابل يفشل بعلامة صفر بالمئة داخل أرض الملعب امام غريمه البرشلوني، رغم أن إدارة النادي الملكي تعاقدت مع هذا المدرب الثعلب، صيف عام 2010 باعتباره الدواء الشافي من معضلة اسمها « البرشا » وبعوضة تسمى « ميسي ».

لم أكن لأصدق قدرة هذا المدرب على الهروب من مسؤولية خسارة « الاربعاء الاسود » في تاريخ ريال مدريد وتاريخ الكرة الاسبانية عامة عندما ظهر لاعبوه باداء ساحر وقف له جميع المتابعين في العالم، خصوصاً في البلاد العربية، ورفعوا قبعات الاعجاب والتقدير اغلب اوقات المباراة الجميلة التي جمعت الريال مع البرشا في كأس السوبر الاسبانية، وصفق الجميع لمورينيو بقدرته على سحب بساط الاستحواذ على الكرة من تحت اقدام الفريق الكاتالوني، ومهاجمته وضربه بكل الوسائل، وخطف التعادل منه أكثر من مرة حتى بلغت النتيجة 2/،2 لكنه فشل في اللحظات الاخيرة، واستسلم أمام موهبة الساحر ميسي الذي اقتنص الفوز قبل إطلاق الحكم صافرة النهاية بدقائق، تاركاً الحسرة تأكل قلب مورينيو وأعوانه وجمهورهم الملكي العريض.

وكعادته تحسّب مورينيو لردة الفعل القاسية التي قد تبدر عن جماهير الريال وادارة النادي، التي ربما تصل إلى حد الإقالة وفقدان شرف قيادة واحد من اهم الاندية على وجهة الكرة الارضية، فبدأ عقله الباطن يبحث عن فرقعة تحوّل مسار الانتقاد إلى أشياء تافهة لا تتعلق بصميم عمله المهني، لكنه فشل هذه المرة في توجيه أصبع الاتهام الى التحكيم، لأن الحكم قاد المباراة بامتياز، ولم يترك خلفه أي فرصة للثغرات، فاتجه مورينيو إلى الخطة الثانية وبدأ يتصرف بطريقة غير اخلاقية، خصوصاً عندما اشار بيده الى انفه « متأففاً » من رائحة ميسي، ثم داس بقدمه على فابريغاس لحظة سقوطه قريباً منه، واعتدى على تيتو فيلانوفا مساعد مدرب برشلونة غوارديولا، بان حاول وضع اصبعه في عينه، وأخيراً اعطى تعليماته للاعبي الريال بالخروج من الملعب دون تحية برشلونة الفائز وفق التقاليد المتعارف عليها.

ولا أصدق ان كل هذه التصرفات جاءت عفوية وبلحظة عصبية وبطريقة غير مدروسة، ومن مدرب عالمي كبير اشرف على أعظم الاندية في اوروبا، ومنها انتر ميلان وتشلسي الانجليزي وبورتو البرتغالي، وحقق معها انجازات محلية واوروبية لافتة، ونال لقب افضل مدرب في العالم ،2010 بعد تفوقه على برشلونة واحراز لقب القارة العجوز مع انتر ميلان.

فهل تصدقون أن مدرباً من هذا الطراز يفقد أعصابه في مباراة كهذه ويبدأ باقتراف افعال غير مسؤولة؟ أعتقد أن مورينيو كان يقصد ما فعله، بهدف تركيز الانتقادات والاضواء إليه للتخفيف من حدة سياط النقد التي كانت ستواجهه هو وفريقه، والدليل أن جميع وسائل الإعلام تركت المباراة وباتت تتحدث عن تصرفات المدرب البرتغالي وهل سيعتذر للبرشا ام لا، وما انعكاسات وجود مورينيو على الكرة الاسبانية حتى وصفته إذاعة « راك » الكتالونية بأنه « محرّض رخيص ومخادع ».

sheybbb@yahoo.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

 

الأكثر مشاركة