(لوّعت كبدي...!)

على الرغم من أن الكثير يتحفظ على طرح الأمور التي تلوّع الجبد/الكبد خصوصا، وفي أخبار هذه الأيام الكثير منها إلا أنها فرصة لا تتكرر فاليوم هو آخر أيام الصيام التي تكون فيها المعدة خالية وتفويتها يعني عدم امكانية طرحها إلى رمضان المقبل، أو انتظار أن تصيبنا سنة كسني يوسف.. ولا أعلم حقيقة سبب إصرار الشعوب الخليجية على أن «الكبد» هي التي «تلوع» دوماً فقد ثبت علمياً أن الكبد لها وظائف عدة، أهمها تكسير السميات وتنسيق مستوى السكر في الجسم، ولا علاقة لها بشعور مرهفي الحس إطلاقاً.. إضافة بالطبع لدورها الشهير في التخلص من الكحول، ولذلك نجدها دائماً مضروبة لدى الشباب إياهم! وملتهبةً لدى الشعوب إياها!

في الثقافات العربية غير الخليجية تختص «النفس» باللوعة، فكما نشاهد في المسلسلات الرمضانية جداً دائماً تلك الممثلة التي تحمل دوماً اسم إنجي أو لولا تقول للشاب الرقيع الذي يحمل حتماً اسم أشرف أو تامر: شيري أنا حاسة إن «نفسي» غامة عليه! فيرد: حنادي الدكتور حالاً! ويأتي الدكتور ليضع السماعة مكرراً العبارة المملة : مبروك انتي حامل! لتنتفض الفتاة بعد خروجه وتقول له إنهما في مصيبة لأنهما (ضربا) عقد زواج عرفياً، تحل المشكلة بأن يجلسا (ليضربا) بعض البانجو، ويقرران الهرب إلى فنزويلا سوياً! وفي الثقافة الشامية هي أيضاً (النفس)، فلو كان المصاب «طنطاً» فإنه يحس بأن نفسه «تنتُأ» وإذا كان فحلاً فإنه يحس بأنه نفسه «قرفانة»، أو أنه «مش طايق نفسه»! وفي العراق يقال إن نفسه «تلعب» وأخيراً ستجد النفس العراقية فسحة للعب هذه المرة!

لكن ربما يستمد أهل الخليج اختصاص الكبد بالأحاسيس من بيت الشعر الشهير ليزيد بن معاوية (وأورده هنا لأسباب أدبية بحتة):

قالت كذاك الهوى في الحب شيمته يا برد ذاك الذي قالت على كبدي!

ومما يلوع الكبد فعلاً برامج غرائب الشعوب التي لا يحلو للقنوات سوى عرضها وقت الإفطار ضاربة بالذوق العام عرض الحائط فهنا تقرير عن أكلة يحضر فيها القرد حيا ويهشم رأسه ويتناول «الأغنياء» مخه وهو ينبض حيا ومشهد للضيوف يشاركون في عملية تهشيم الجمجمة.. الحمد لله على نعمة الإسلام! وهناك تقرير عن تناول لحم الكلاب والخنافس والحشرات رغم انها لم تعد غريبة لزوار شرق آسيا ثم برنامج عن وجود شركات غير رسمية على الشبكة توفر اللحم البشري وتعرض لقاءات صحافية مع من نجا من حادثة طيران قديمة اعترفوا فيها بأنهم اضطروا لأكل لحوم الجثث.. وأضاف أحدهم أنها لم تكن سيئة! وتقرير عربي أنصح بمشاهدته للذاهبين في رحلة «عمل)» إلى المغرب في هذا العيد، ملخصه أنك إذا خرجت من مطار كازا في طريقك إلى الرباط، فلا تأخذ الطريق السريع وخذ الطريق القديم (بو بلاش)، وستجد هناك من يبيع الحلزون في أكياس ويكون مطبوخاً ومبهراً في بعض الأحيان ويشرب حساؤه المفيد لأمراض الصدر والإمساك، بعدها كما يُقال.. وادعولي !

Twitter:@shwaikh_UAE

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

الأكثر مشاركة