من المجالس

علمي - أدبي - رياضي

عادل محمد الراشد

كنت أهُمّ بالتعليق على شكوى المسؤولين عن التعليم عندنا من تفضيل الأغلبية الساحقة من طلابنا وطالباتنا دخول القسم الأدبي على القسم العلمي بشكل يهدد طموحاتنا التنموية التي تعوّل على تخريج المزيد من حملة التخصصات العلمية التطبيقية عندما استوقفتني أرقام رواتب لاعبي الكرة في دورينا. وبالطبع لا أقصد «اللعيبة» الأجانب الذين تصلنا المعلومات عن رواتبهم الخيالية من الصحف والمواقع الإلكترونية الأجنبية فقط، وإنما المقصود هم «اللعيبة» المواطنون الذين وصل راتب بعضهم إلى 400 ألف درهم شهرياً.

ندبت حظي لأنني وتحت ضغط الاختيار بين الكرة والدراسة تسببت بقرار أبوي جائر قبل سنوات عدة في إحباط مشروع لاعب موهوب واعد داخل أسرتي الصغيرة كان يمكن أن يكون من جملة «المحترفين» فيوفر عليّ اللهث في متاهات مهنة المتاعب ويحيل عليّ واحدة من السيارات الفخمة التي أصبح جمعها لدى بعضهم هواية كهوايتنا في جمع الطوابع والعملات يوم كان «السيكل» أقصى أمانينا. وأحسب أن الكثير ممن تنازلوا عن مواهبهم الكروية في بداية حياتهم لمصلحة الدراسة، وأصبحوا يحملون درجات علمية عالية يتأسفون اليوم لسوء اختيارهم وبقائهم عبيداً للوظيفة وأسرى للكوادر الإدارية، وربما ضحايا للتعسف وعدم التقدير.

ليست سخرية من لاعبينا المواطنين الذين نطلب لهم كامل الدعم ونكنّ لهم كل الحب، لكنها المفارقة التي جعلت سلطاتنا التربوية تحذّر، ولها في ذلك كل الحق، من تناقص عدد الطلاب والطالبات الملتحقين بالقسم العلمي والتهافت على التخصصات الأدبية. وتحت هذا الواقع المعلول والاختلال في الموازين ربما سيكون على المسؤولين عن التعليم الرضا بالدخول أفواجاً للقسم الأدبي بدلاً من تسرّب الأولاد من المدارس بحثاً عن الكنز المدفون تحت حشيش المستطيل الأخضر.

adel.m.alrashed@gmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر