ملح وسكر
منذ أن تم حل منتخب ،98 وكرة الإمارات تعيش على صعيد منتخبها الأول في دوامة من التخبط وعدم الاستقرار الفني التي أفقدتها الكثير واستنزفت منها الجهد والمال الذي لا يعد ولا يحصى، بل كانت سبباً في إحراجها على المستويين الإقليمي والقاري من خلال تذيلها أدنى المراكز وتقوقعها خلف منتخبات للتو تتعلم ألف باء كرة القدم. وبالأمس القريب تواصل مسلسل الانتكاس والإخفاق الملازم لهذا المنتخب، حينما سقط بالثلاثة أمام منتخب «لا يهش ولا ينش»، مع كامل التقدير له، مقارنة بالإمكانات والقدرات التي استحوذ عليها هذا المنتخب الفاشل ولاعبوه الذين «سودوها بالنتيجة وطينوها بالأداء» في ملعب بيروت. نعم.. منتخب فاشل وبأعلى الصوت نقولها للاعبيه الذين ضربوا مثالا حيا في التراخي والتخاذل وعدم الاكتراث بما ستؤول إليه النتيجة، التي تسببت فيأ نسف عمل وجهد اتحاد الكرة، بالإضافة إلى صدم الجماهير وخذلانها، وهي التي لم تخذلهم أبداً على مر هذه السنين. فهذا أقل ما يقال عن هؤلاء اللاعبين، فبعضهم أثبت أنه لا يستحق ارتداء هذا الشعار، كون هذا الشعار يحتاج إلى رجال تدافع عنه، فحينما يرتدي اللاعب قميص المنتخب ويعلم أن الاسم المكتوب على الصدر أهم من الاسم المكتوب على الظهر، عندها سندرك أن لدينا منتخباً لا يقهر!
افتتاحية الموسم الكروي استهلها العنابي ببطولة السوبر التي انتزعها من جاره العنكبوت الجزراوي بجدارة واستحقاق، حيث قدم الفريقان مباراة حافلة بالعطاء والجهد دفعتنا أن نتفاءل خيراً في الموسم الكروي الجديد. فريق الوحدة اختصر الدروب وآثر الإبقاء على جهازه الفني بقيادة هيكسبيرغر، فلم يسعى للمغامرة والانجراف خلف موضة تغيير المدربين السنوية، حيث اختار الاستقرار وتمسك بالمدرب الذي بات يعرف كل صغيرة وكبيرة بالفريق، حتى حفظ لاعبو العنابي أسلوبه وطريقته عن ظهر قلب، الأمر الذي انعكس على أدائهم في ملعب الشامخة. أما الجزيرة فبدايته غير مطمئنة، فهو ليس بعنكبوت براغا الذي عرفناه سابقاً، كون الصورة العامة التي ظهر عليها الفريق بحاجة إلى تعديل وتصحيح، و إذا ما أرادت الإدارة الجزراوية المحافظة على ألقاب الفريق فعليها العمل من الآن وتقويم المسار قبل فوات الأوان!
جميلة جداً تلك التصريحات التي أطلقها مارادونا مدرب الفهود بخصوص أصفر زعبيل، وثقته بإعادة الإمبراطور إلى حصد البطولات واعتلاء منصاتها مرة أخرى. لكن ما يقوم به من عمل يكاد يكون مغايراً ومختلفاً تماما عما قام ويقوم به مدربو الفرق الأخرى، كون إعداد الفريق وتجهيزه مر بنوع جديد من التحضير تمثل بإلغاء المعسكر الخارجي وتدريبات داخلية احتضنها الملعب الفرعي للنادي ولقاءات ودية لم تتجاوز الاثنين. لذلك التزم محبو وجماهير الوصل الصمت إلى حين موعد المباراة الرسمية الأولى للفريق، للحكم على البرنامج الإعدادي الذي انتهجه مارادونا هذا الموسم ومدى الفائدة من استراتيجيته الخاصة، التي لو قُدر لها النجاح ستكون حجة دامغة وبرهاناً على فشل سياسة معسكرات الصيف التي هرولت نحوها أنديتنا في بلاد الله الواسعة!
أخيراً من تابع لقاء الكويت وكوريا الجنوبية أدرك حجم الفارق بين لاعبي الأزرق الكويتي ولاعبي منتخبنا، إلا أن الفارق الأهم كان في الروح القتالية العالية التي تميزوا بها، فتمكنوا من ترويض الشمشون الكوري وكادوا أن يقضوا عليه لولا أخطاء الحكم الإيراني الفادحة. فبلهجة الكويتيين نقول للاعبي الأزرق «كفوا عليكم»، و لربعنا نقول «مالت عليكم»!
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .