«الإمارات اليوم».. النتاج الحسن
صحيفة «الإمارات اليوم»، تحتفل هذه الأيام بمرور ست سنوات على إصدارها.. والسنون الست ليست في العدد بالكثيرة، وليست بالعمر الطويل للكائن.. وتـُعتبر في العُرف العام من مراحل الطفولة.. ولكن هذه المرحلة قد تـُظهر نـُضجاً ونـُبوغاً لا يدركهما كثير من المعمرين، وهذا في رأيي ما يرمز إليه التبكير بالاحتفال بالحدث.. وفي الست سنين الماضية، كانت دبي النموذج المنور للمدينة، التي لا تعرف شيئاً اسمه البطء في السير المتواصل نحو العمران، العمران الذي يمتد ويمس كل جانب من جوانب الحياة العصرية للإنسان، الذي يعيش في دبي أو بين ظهراني مجتمعها، وكانت صحيفة «الإمارات اليوم» نتاجاً حسناً، وقيمة مضافة إلى الجانب الإعلامي والثقافي لهذا العمران العام، وأهم النتائج الحسنة أن المولود الجديد أتى يحمل جديداً، ويقدّم جديداً.
«الإمارات اليوم» ولدت عام ،2005 لابسة ثوب الحداثية، ذي تصميم تابلويدي، والتابلويد الصحافي شأنه شأن الحداثية في كل شيء، الذي يرمي إلى التحرر من التقليد والكلاسيكية.. فيحرر كتّاب الصحيفة المضامين على سجيّتهم، ويسمّون الخبر والواقعية بمسمياتهما، مع نكهة من الإثارة ولفت الانتباه إلى الحدث.. وعندي أن «الإمارات اليوم» خرجت لتكون واقعة جديدة وحدثاً جديداً في الصحافة المحليّة، لم يكن لهذه الصحافة عهد بمثلها من قبل..
وإذا تساءل المرء منّا عن ماهيّة القيمة المضافة التي جاءت بها «الإمارات اليوم»، شكلاً ومضموناً في الصحافة الإماراتية، فإن الجواب أن القيمة المضافة بادية وحاضرة، وأن الضوء الإرشادي إلى مكامن هذه الإضافة برّاق ولامع.
والذي يميّز «الإمارات اليوم»، وكما ينبغي أن تكون في نهجها التابلويدي، أن مضامينها في معظمها شعبي ومجتمعي ومحلي صرف، وتستقطب شريحة كبيرة من القرّاء المحليين.. والمحلي ليس بالضرورة أن يكون مواطناً، بل أي مقيم في الحدود الجغرافية التي تغطـّيها «الصحيفة»، لأن المقيم أيضاً يكون في العادة من ذوي الاهتمام بالشأن المحلي، وجزءاً من حياته اليومية.. بالإضافة إلى بساطة الطرح لدى «الصحيفة» والبعد عن الإنشائية والمنهجية الكلاسيكية في التعبير عن الموضوع المنشور.
ومما يجدر قوله إن ولادة صحيفة «الإمارات اليوم»، تُعطي دبي، هذه المدينة الدائمة الحركة، استمرارية الريادة الأولى في ظهور الصحافة المنتظمة في تاريخ الإمارات العربية المتحدة، تلك الريادة التي بدأت في مستهل الستينات من القرن الماضي بالجريدة الرسمية لحكومة دبي، ثم جريدة «أخبار دبي» عام ،1965 بالإضافة إلى مكانة دبي الريادية والأوليّة في المشروعات ذات الصبغة المؤسساتية والعمرانية، منذ مستهل القرن العشرين، أو بالتحديد عام ،1901 الذي وُضِع فيه أساس إدارة الميناء والجمارك.. فتحية لـ«الإمارات اليوم» وللقائمين على أمرها، وتهنئة على التميّز، وعلى عيد ميلادها السادس، مع التمنيات بالعمر المديد إلى ما بعد العام السادس بعد المئة.
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .