أبواب
اسم وهمي واسم مستعار
كثير من النقاد لا يحبون تلك الكتب، التي يتحدث معدوها عن أفضل 100 فيلم خلال فترات زمنية محددة، أو التي ينشر معدوها إحصائية فيلموغرافية بأفلام جوائز الأوسكار أو بجوائز مهرجان كان أو فينيسيا، غير أن الناقد الأردني محمود الزواوي، يحتل مكانة مميزة في مضمار إعداد وتأليف مثل كتب كهذه، وهدفه أن يضيف إلى مكتبتنا السينمائية - وهو يفعل- مرجعاً موثوقاً لما قدمته هوليوود من أفلام فنية في مشوارها الطويل.
صدرت للزواوي منذ عام 2006 حتى عام 2009 أربعة كتب حول 400 فيلم من روائع هوليوود منذ عام 1916 إلى عام 2006 عن « الأهلية للنشر » في عمان، وصدر له ضمن سلسلة الفن السابع في دمشق كتابان « صناعة الأحلام » في عام ،2006 و« مفارقات هوليوودية » في عام ،2010 الذي يتحدث فيه بشكل موسع ومدهش عن مفارقات كثيرة، تكشف بنية هوليوود، تقاليدها المتناقضة في إنتاج الأفلام وصناعة النجوم، كما تكشف الصراع الحاد في داخلها بين التجارة والفن والسياسة.
ألان سميث اسم مدرج في العديد من الأدبيات السينمائية مخرجاً لأكثر من 10 أفلام، منها « الحصول على هاري »، و« حمى الأشباح »، و« أزمة شمسية » و« خط الدم » قام ببطولتها نجوم هوليوود، من بينهم بيرت رينولدز، واودري هيبورن، وعمر الشريف، لكنه في حقيقة الأمر مجرد شخصية وهمية، اعتمدت نقابة المخرجين الأميركيين اسماً له في عام 1969 مخرجاً لفيلم « مقتل رجل مسلح »، بعد أن انسحب مخرجه الحقيقي دونالد سيغال، رافضاً وضع اسمه على الفيلم، بسبب التعديلات المجحفة، التي فرضها الممثل ريتشارد وبدمارك ونفذها المنتجون.
من وقتها أصبح حل أي أزمة حادة بين المخرج ومديري الإنتاج، التي مصدرها تعديلات جذرية تصيب الفيلم، وتدفع مخرجه إلى الانسحاب، ليتقدم، حينئذ، المخرج المنقذ ألان سميث ويضع اسمه على فيلمه!
طالت لجنة النشاط المعادي لأميركا، التابعة لمجلس النواب الأميركي، العاملين في هوليوود، بمختلف مهنهم السينمائية، خصوصاً الكتاب الذين سبق لثلاثة شيوعيين منهم أن قاموا بتأسيس نقابة الكتاب السينمائيين الأميركيين في عام ،1933 وذلك بحجة تزايد نشاطهم الشيوعي، وبلغت تحقيقات اللجنة ذروتها في عام ،1947 حين استدعت 10 من الكتاب والمخرجين المعروفين، الذين رفضوا المثول أمامها متمسكين بحقهم الدستوري، وحكمت على كل منهم بالسجن لمدة عام، بتهمة عصيان مجلس النواب، وأدرجت أسماءهم في قائمة أصبحت تعرف بقائمة 10 هوليوود السوداء، وعلى إثر ذلك قام مديرو الاستوديوهات بطردهم من وظائفهم ومنعهم من العمل. وشملت الحملة، أيضاً، المئات من الكتاب والمخرجين والفنانين والفنيين، الذين منعوا أيضاً من العمل، واضطر بعضهم إلى اللجوء إلى المكسيك وإلى أوروبا بحثاً عن عمل، بينما انتحر بعضهم تحت وطأة الظروف الصعبة، كما لجأ كثير من مؤلفي السيناريو في هوليوود إلى كتابة نصوص في السر، تحت أسماء مستعارة.
وحصل في عام 1954 أن تمت إدانة السيناتور مكارثي، قائد الحملة المكارثية الشهيرة، بتهمة إساءة استخدام سلطاته، وأعيد الاعتبار للعشرات من ضحاياه، وسارعت نقابة السينمائيين إلى إعادة حقوق التأليف لنحو 50 من كتاب السيناريو، وإعادة جوائز الأوسكار إلى بعض الذين سبق لهم أن حصلوا عليها قبل المنع.
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .