ربيع مجلس الأمن.. متى؟

لا يسع المتفرج على ما يدور في مجلس الأمن الدولي، إلا استحضار مشاهد الثورات في عدد من الدول العربية. فالديكتاتورية العالمية أصبحت تستدعي ربيعاً من «ماركة» الربيع العربي نفسها، لتهز عرش النظام العالمي الذي تتحكم فيه الدولنفسها لأكثر من 60 عاما. عالم برأسين يتناطحان، وفي كل جولة نطح بينهما تسقط دول وشعوب تحت الحوافر المتوحشة.

لكن على الساحة العربية استطاعت الشعوب المقموعة أن تكسر حاجز الخوف وتنادي بإسقاط النظام، فهل على الساحة العالمية حكومات تستطيع أن تتمرد على خوفها وتنتهز فرص الضعف الذي أصبح يتملك القوى القديمة التي تهيمن على النظام العالمي ومجلس أمنه المتسلط، لتطالب بإصلاحات جذرية تعالج الفساد المستشري في هذا النظام؟

في الأسبوعين الأخيرين عُرضت على المجلس قضيتان، الأولى كانت تخص طلب الفلسطينيين حصول دولتهم على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، والثانية خصت الأوضاع في سورية، وفي الحالتين تبادلت الولايات المتحدة الأميركية وحلفاؤها الغربيون الدور مع روسيا والصين. فجأة صارت أميركا وفرنسا تتحدثان عن المسؤوليات الأخلاقية الواقعة على كاهل المجلس والمجتمع الدولي لوقف العنف ضد الشعب السوري، بينما وقف مندوبا روسيا والصين يبرران العنف على انه ردع لإرهابيين وجماعات مسلحة، وقبل ذلك كان خطاب واشنطن عند تبرير كل فعل عدواني صهيوني على الفلسطينيين بأنه مكافحة للإرهاب وجماعات العنف المسلح. وفي خضم هذه الحلقة المفرغة ستبقى الغالبية المستضعفة من دول العالم تئن من الظلم وازدواجية المعايير وهيمنة الفساد، إلى أن يجود الربيع العربي على المجتمع الدولي بدولة عضو تتقدم الصفوف على طريقة «بن عزيزي» لتنزع ما بقي من خوف، وهذه لا تبدو في الأفق القريب.

adel.m.alrashed@gmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

الأكثر مشاركة