منكم السموحة
«الدعاء» للمنتخب في مهمة كوريا
ستحبس انفاسنا، وتتسارع دقات قلوبنا في الساعات المقبلة مع اقتراب موعد المباراة «الانتحارية» بكل ما تحمل الكلمة من معنى، التي سيخوضها منتخب الإمارات امام كوريا الجنوبية وتحدد بنسبة كبيرة مصير الأبيض في تصفيات كأس العالم المؤهلة الى مونديال البرازيل ،2014 وهل بإمكان المنتخب مواصلة مشوار الصراع على احدى بطاقتي التأهل الى الدور الرابع الحاسم أم سينتهي به المطاف عند هذا الحد؟
المباراة بالغة الصعوبة، ولا يمكن لنا أن نستهين بها او نقلل من قدرات «الشمشون» الكوري الذي يعتبر من اكثر المنتخبات الآسيوية تطورا في السنوات الأخيرة، وسطعت شمسه مبكرا في سماء القارة واصبح رقما صعبا، ولم يغب عن نهائيات كأس العالم منذ عام ،1986 فضلاً عن استضافة كوريا مونديال 2002 بالاشتراك مع اليابان، وحققت المركز الرابع كأفضل انجاز شهدته البلاد في تاريخها، ناهيك عن ضم المنتخب لاعبين محترفين من اوروبا مثل ارسنال وسندرلاند، والدوري الياباني.
والمخيف بالأمر ان الكوريين لم يعتمدوا على كل هذا السجل التاريخي الحافل، وفكروا في استثمار عاملي الأرض والجمهور بأفضل الطرق عبر الحملات الإعلامية والدعائية لاستنفار المشجعين وحثهم على الوجود في ملعب «سوون» لدعم منتخبهم أملاً في كسب نقاط المباراة التي تعني لهم الكثير، رغم انهم ابرز المرشحين لخطف البطاقة الأولى، فيما نحن ننافس الكويت ولبنان على البطاقة الثانية التي سيطول الحديث عنها اذا ما تحقق الانقلاب يوم غد في الجولة الثالثة من التصفيات.
هذه الأجواء المشحونة والضغط النفسي على لاعبي المنتخب والجهاز الفني بقيادة المدرب عبدالله المسفر، لن تمنعنا من الحلم والتشبث بالفرص، بل بأنصاف الفرص، والقتال حتى صافرة النهاية من دون كلل او ملل، واستخدام كل الطرق المشروعة لأكل الـ«الكيمشتي» وهو ـ لمن لا يعرفه ـ طعام تشتهر به المائدة الكورية ومعناه المخلل باللغة العربية، ويتكون من الملفوف الممزوج بالفلفل الحار والثوم والملح.
سنترك الحديث للاعبين، ليثبتوا لنا انهم بالفعل قادرون على خوض المستحيل والخروج من عنق المعاناة والظروف الصعبة التي واجهت الأبيض في الأيام الماضية، ونحن بانتظارك يا «سمعة» ونتذكر ايامك في كأس الخليج وانت تشق طريقك الى المرمى كالغزال، ونتذكر الكرة التي مررها لك عبدالرحيم جمعة من مسافة بعيدة وكأنه كان على اتصال لاسلكي معك، واشتقنا ايضا للكرات الثابتة من المدفعجي سبيت خاطر. كما نترقب الفتى احمد خليل بأسلوبه «السهل الممتنع»، وجرأة خالد سبيل وصلابة اسماعيل الحمادي ودهاء علي الوهيبي، فالآمال معقودة عليكم، لأننا لا نملك نحن كجماهير نجلس في منازلنا أمام شاشات التلفزيون الا ان ندعو لكم بأن يوفقكم الله في المهمة «الانتحارية»، وان تتناولوا مخللات «كيمشتي» اللذيذة.
***
بقدر ما فرحنا بالمستوى الذي اظهره نادي دبي وفوزه التاريخي على الوصل، حزنا على شكل الأسطورة مارادونا بعد الخسارة، لا تخسر يا مارادونا.
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .