من المجالس

عادل محمد الراشد

هل هو الخوف من الإسلام أم من التطرف الذي يتخفى بعباءة الدين؟ إذا كان هو التطرف فأحسب أنه عدو لكل معتنقي الأديان، وقد تضرر منه المسلمون في جميع أصقاع الأرض أكثر من غيرهم، سواء من أولئك الذين تستروا بالإسلام لينفذوا مخططاتهم وجرائمهم، أو من أعداء الإسلام الذين يستهدفون المسلمين من متطرفي الأديان الأخرى.

أما إذا كان الخوف من الإسلام ديناً وحضارة وثقافة ونمط حياة، فأحسب أن كل المعارك التي يمكن أن تديرها القوى المتنفذة في العالم لن تجدي، وقراءة لطبيعة حراك الثقافة الإسلامية في دول الغرب قبل غيرها، تكفي لأن يعيد صانعو «إسلام فوبيا» النظر في استراتيجياتهم، ويوفروا على أنفسهم تبديل التكتيك، ويفهموا أن أي دولة أو قيادة مسلمة عندما تتحدث عن مركزية الإسلام عقيدة وثقافة وتشريعاً إنما تنطلق من أرضيتها التي لا يمكن أن تحلق بعيداً عنها وتظل معلقة في الفضاء.

ماذا يريدون من شخص معتدل ومنفتح، بل متحالف مع الغرب، مثل رئيس المجلس الانتقالي الليبي، مصطفى عبدالجليل، أن يقول للشعب الليبي، الذي وضعت أفكاره وآراؤه وحريته، قبل رجاله، في المعتقل منذ 40 سنة؟ وأين الخطر الداهم في أن يستجيب الرجل لرغبة شعبه الذي قدم عشرات الآلاف من الضحايا في سبيل استعادة هويته الوطنية، فيؤكد بديهة في مجتمع يدين كل أهله بالإسلام بأن الشريعة هي المصدر الأساسي في التشريع؟ وما مصدر القلق في أن يختار الشعب التونسي، الذي سلب منه حق الاختيار لأكثر من 50 عاماً، من يريد؟ لماذا بدأت التحليلات والتسريبات في الإعلام الغربي في ما يشبه مقدمة لحملة من إسلام قادم في الأيام العربية المقبلة؟ فالإسلام حاضر في بلاد العرب والمسلمين حتى عندما كانت تحكمه الديكتاتورية الشمولية ابتداءً من الحكم السوفييتي وحتى جمهوريات الخوف العربية. بل هو اليوم حاضر بشكل أوضح داخل المجتمعات الغربية، فهل سيحتاج بائعو القلق ومروّجو الخوف إلى استراتيجية من نوع آخر؟

adel.m.alrashed@gmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر