ملح وسكر
** استقالة الإدارة النصراوية أخيراً وتشكيل إدارة جديدة نتاج طبيعي للحالة المريرة التي مر بها هذا الصرح الذي وصل إلى حد التناحر. ومشكلة النصر، يا سادة، تطرقنا إليها كثيراً خلال السنوات العشر الماضية، ولم تعرف هذه القلعة الاستقرار الفني والإداري، رغم ما يتمتع به النادي من إمكانات مادية كبيرة ودعم مميز من سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، وزير المالية رئيس النادي، لكن تلك العوامل لم يتم استثمارها بالشكل الصحيح والمطلوب، لأن التقلبات التي كان يمر بها عصفت بكل الخطط والبرامج التي وُضعت من أجل انتشال النصر من وحل الإخفاق والانتكاس الغريب الذي يمر به في كل موسم، كون المشكلة مرتبطة بالإدارة واللاعبين على وجه الخصوص الذين بإمكانهم إنجاح أو إفشال العمل الإداري في أي مؤسسة. ومن هنا فالإدارة الجديدة أمامها تحد كبير هو إخراج الفريق من هذه المتاهة، ثم وضع نظام صارم للاعبين تحاسبهم من خلاله على الأداء والمردود الفني الذي يقدمونه في الملعب، والذي بسببه مازال العميد تائهاً وفاقداً الذاكرة !
** ظاهرة العزوف الجماهيري لها مسببات عديدة، منها نظام النسبة الذي تم وضعه من قبل الرابطة لتحديد دخول جماهير أصحاب الأرض والفريق الضيف، وهو باعتقادي نظام فاشل لا يمكن تطبيقه في ملاعبنا، كونها تعاني أساساً شح الجماهير وغيابها المستمر، فالنظام مطبق في الملاعب الأوروبية وقد نجح لسبب واحد، هو أن الحضور هناك بالآلاف وملاعبهم تعاني طفحاً وزخماً جماهيرياً، عكس ما هو عندنا، فالحضور بالمئات والعشرات وأحياناً بالحسرة، فلا يعقل أن نشاهد مباراة فيها عدد جماهير فريق الضيف أكثر من جماهير المضيف، والأغرب حينما يتم ركنهم في أقصى زاوية بالمدرجات، كما حدث مع جماهير العين أمام الوحدة، والوصل أمام بني ياس. في الوقت الذي غفلت فيه الأندية عن مدخول سهل وفي متناول اليد، إذ إنها لو أحسنت استغلال جماهير الضيف وفتحت لهم الأبواب، فستضمن عائداً مجزياً من وراء ذلك، وسيساعدها على الأقل في دفع مصاريف العمال والسائقين كأسوأ الاحتمالات، لذلك فإن إعادة النظر في نظام النسبة ضروري ومهم، من أجل إنعاش المدرجات وإعادة الحياة إليها، بدلاً من أن تبقى هكذا خاوية على عروشها!
** هل يعقل، يا سادة، أن يتم تقييم عمل إدارة أو رئيس مجلس إدارة من خلال آراء بعض الجماهير ممن يخرج على الشاشات دون أن يدرك ما يقول، بل إن بعضهم يتهجم وبشكل علني و« قبيح » على بعض الأسماء التي خدمت وضحت كثيراً لأجل أنديتها، فالكثير منهم يغفل ما يعانيه بعض المسؤولين من ضعف وقلة الموارد الموجودة لديه، بالإضافة إلى الضغوط التي تمارس عليه من الأندية والمجالس الرياضية، وفي النهاية يظهر أحدهم بكل برودة دم ويقول فلان يصلح وفلان لا يصلح، وقد يصل الأمر إلى الطعن في الأهلية والكفاءة والنزاهة. السؤال: مَن هؤلاء حتى يتم فرد المساحات وتخصيص الشاشات لهم كي يتهجموا وينتقصوا من قدر أولئك الأشخاص والتشهير بهم أمام الملأ؟ أي نعم، نحن مع الانتقاد وتوجيه اللوم وإعطاء الآخر حرية التعبير، لكن بشرط أن تكون العملية محكومة بالمنطق والعقل، فليس كل ما يقال يذاع وينشر، وصدق من قال قديماً أعوذ بالله من شيطان يعتلي المنابر ويعظ!
** أخيراً بعيداً عن الرياضة، نعزي الشعب السعودي الشقيق والزملاء الأعزاء هناك والجماهير السعودية بوفاة الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود، طيب الله ثراه، صاحب الأيادي البيضاء والكريمة على الرياضة السعودية والخليجية، فرحمك الله يا أبا خالد وأسكنك فسيح جناته.
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .