كل يوم

صاحب الخير المتواصل

سامي الريامي

لكل عمل طيب، هناك أوائل ابتدعوه، وعلى نهجهم يسير من يبتغي الخير من ذلك العمل، والسنة الحسنة التي يعملها الإنسان له ثوابها، وثواب من عمل بها إلى يوم الدين، هذه عقيدتنا وهذا ديننا، الذي يحث دائماً على فعل الخير.

ومن هذا المنطلق، فكل من يتبرع اليوم لإخراج سجين معسر، ومتعثر مالياً، فإن الأجر يذهب أولاً إلى صاحب هذه المبادرة الطيبة، من دون أن ينقص من أجر هذا المحسن شيء بالتأكيد، وعلى الرغم من غياب جسد صاحب هذا الخير عنا من سنوات عدة، إلا أنه مازال يحصد ثواب عمله الطيب الخالص لوجه الله تعالى، بعد رحيله عن هذه الدنيا.

إنه الشيخ زايد بن سلطان، هو صاحب هذه الفكرة، وهو أول من بادر بجعلها عادة سنوية، يطلقها قبل شهر رمضان المبارك، ويتكفل سنوياً بدفع المبالغ المتراكمة على سجناء معسرين، ليقضوا نهارات وليالي رمضان بين أولادهم وأسرهم.

وعلى نهجه اليوم، يسير كثير من المحسنين وأهل الخير، يتسابقون إلى التفريج عن كرب مواطنين وضعتهم ظروفهم في كرب معقدة دخلوا على أثرها السجن، وما كانوا يستطيعون الخروج منه، لولا هذه النخوة والوقفة الإنسانية من أهل الخير والمتبرعين.

سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، أمس، حرص على استقبال وتكريم مسؤولين في مؤسسة دبي للأعمال الإنسانية التابعة لبنك دبي الإسلامي، وذلك بعد أقل من 24 ساعة على إعلان المؤسسة تبرعها السخي بمبلغ 10 ملايين درهم، للإفراج عن 30 سجيناً، ضمن حملة «الإمارات اليوم»، التي تهدف إلى الإفراج عن 40 سجيناً، بمناسبة اليوم الوطني الـ،40 وكان واضحاً تماماً، من سرعة اللقاء، الرسالة المباشرة التي يريد سموه إيصالها إلى الشركات والقطاع الخاص بضرورة المساهمة المجتمعية والالتفات إلى قضايا المجتمع، ومحاولة التفاعل مع مشكلاته والمساهمة في إيجاد حلول لها.

رسالة أخرى التقطناها من سموه، فالخبرة التي مرت بها وزارة الداخلية في التعامل مع هذه القضايا، تجعلها تعرف تماماً كيفية اختيار الحالات المستحقة للمساعدة، ولا مجال أبداً لاستغلال عطف الناس وحبهم للعمل الخيري، في التحايل على الشروط والقواعد والإجراءات التي تتبعها الوزارة ممثلة في «صندوق الفرج»، والتجارب السابقة تثبت صدقية الوزارة، وتؤكد حرصها الشديد على دراسة الحالات، ومساعدة من يستحق فعلاً المساعدة.

الحملات التي تقوم بها مؤسسة دبي للإعلام، ممثلة في صحيفة «الإمارات اليوم»، وبالتنسيق والتخطيط والمشاركة الاستراتيجية مع وزارة الداخلية، وبإشراك القطاع الخاص أحياناً، هي بالفعل نموذج للعمل المشترك، ومثال للتعاون الحقيقي الفعال، الذي غالباً ما تكون نتائجه الإيجابية فوق كل التوقعات.

وبدورنا نؤمن في «الإمارات اليوم» بأن الخدمة المجتمعية هي جزء رئيس من عمل الصحافة، والصحافة لم تعد مجرد نشر مشكلات وعرض أخبار، بل هي صحافة واقع بكل ما تعنيه الكلمة، تتفاعل وتتأثر وتؤثر في المجتمع.

سنواصل العمل بهذه المبادرات، ونعد بمبادرات اجتماعية وإنسانية أخرى، يحركنا الطموح بأن نجسد مقولة «الدالّ على الخير كفاعله»، وتدفعنا الثقة بأهل الإمارات الذين يرثون حبّ الخير جيلاً بعد جيل.

http://twitter.com/#!/samialreyami

reyami@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر