هل أساء جمهور العين لمارادونا؟
الإساءة التي يعتقد مارادونا أنه تعرض لها من جمهور العين في مباراة القمة والإثارة والمتعة التي جمعت الزعيم مع الإمبراطور ليلة السبت، فيها حلقة مفقودة وربما طرف ثالث حاول الإيقاع بين الأسطورة الأرجنتينية -الشخصية الكروية الأكثر جاذبية وشهرة في العالم - وجمهور البنفسج الذي استعد جيداً لهذه اللحظة التاريخية لاستقبال مدرب الوصل في أول زيارة له إلى مدينة العين.
مارادونا بشخصيته الطيبة والشفافة والصادقة تأثر نفسياً من هذه الزيارة الى ملعب القطارة، معتقداً أن جمهور العين يكرهه وهتف ضده عبر مكبرات الصوت، ثم هدد بملاحقة قضائية لكبير مشجعي العين « العمدة » الذي دافع عن نفسه، وقال إن الأسطورة فهم الموضوع بشكل خطأ، لأن الهتافات كانت عادية ولا إساءة فيها، وهي ترديد عبارة « اسمع يا مارادونا ».
وأعتقد ان « العمدة » وجمهور العين بريئون من هذه الاتهامات لأسباب عدة، أولها أن لفظ الهتاف ليس جارحاً، والطريقة التي قيل بها عادية وتحدث في كل المباريات في العالم، ثم إن جمهور العين كان متشوقاً لقدوم مارادونا إلى ملعب القطارة واستعد لذلك بنصب لافتات الترحيب بالأسطورة الذي شاهدت صوراً له في المدرجات كتب فيها « أهلاً بك مارادونا في العين »، كما يستبعد ان يقوم جمهور العين بالإساءة بسبب ما قامت به إدارة النادي ورابطة المشجعين التي يقودها « العمدة » من عمل في الفترة الماضية لترسيخ مبادئ التشجيع النظيف عبر إصدار لوائح وتعليمات وجوائز للمشجعين المثاليين.
وما حدث في المباراة هو محاولة من جمهور العين للرد على ما قاله مارادونا في المؤتمر الصحافي الذي سبق المباراة، عندما قال المدرب الأرجنتيني إنه يود ان يرى من هو أكثر، جمهور الوصل أم العين، التي قالها على سبيل الضحك والدعابة، فأخذتها الجماهير على محمل الجد وهتفت بصوت عال « اسمع يا مارادونا »، بقصد إبلاغه أن جمهور العين أكثر، لا بقصد الإساءة.
كما اتصلت بالزميل سامي عبدالعظيم صحافي « الإمارات اليوم » في مدينة العين، لاستيضاح الأمر كونه حضر المباراة من داخل الملعب، وأكد ان « العمدة » استغرب ردة فعل الأسطورة، ويعتقد ان الترجمة التي قيلت له كانت خطأ.
ما أنتقده في هذه المباراة عالية المستوى الفني من الجانبين، ليس جمهور العين، بل المدرب الروماني اورلايو كوزمين وصراخه على مارادونا الذي لم يحرك ساكناً، ما أدى الى طرده من المنطقة الفنية باتجاه المدرجات، ولا أجد أي سبب منطقي لما فعله كوزمين رغم استماعي إلى تصريحاته بعد المباراة التي أراد بها أن يشبه نفسه بمارادونا لاعباً ومدرباً.
❊ ❊ ❊
وأخيراً، أتقدم بأحر التعازي للمدرب الأسطورة دييغو مارادونا على وفاة والدته التي رحلت إلى جوار ربها بعد أن أنجبت نجماً خالداً في التاريخ، لم تشهد له البشرية مثيلاً في لعب كرة القدم. كما أعزي نادي الوصل إدارة ولاعبين وعاملين.
http://twitter.com/#!/ahmad6663
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .