« كلاسيكو كمان وكمان »

اقترب الكلاسيكو الكبير بين برشلونة وريال مدريد وكثر الكلام عن هوية الفائز من قبل عشاق ومحبي الفريقين من دون دلائل أو تفكير، والكثير من النقاد ومن متابعي الكرة يرشحون الملكي المدريدي للفوز بسبب تجانس وثبات تشكيلته ولأنه يتطور بسرعة البرق مع الداهية مورينيو، ولكن يبقى برشلونة الرقم الصعب بين الفرق الأوروبية والذي أصبح شاغل الملايين من الناس، وعنواناً لكل مجلة أو صحيفة في الوسط الرياضي، والذي أصبح أيضا هو النادي الأبرز والأميز في العالم على جميع المستويات « الإبداعية والجمالية ».

ولكن إذا فكرنا بعقلانية، وننظر لأداء الفريقين في الفتره الماضية، سنرى أن أسلوب الفريقين متقارب ويقدمان أداء راقياً بالتكتيك والعقلية الهجومية الكاملة لذا يصعب التكهن بهوية الفائز بهذا الكلاسيكو العتيق.

يبقى مورينيو مدرباً ناجحاً، ويرى فيه الكثيرون المدرب « رقم واحد » في العالم من دون منازع بل هو المدرب الأول في تاريخ كرة القدم الذي نشجع فريقه لأنه يدربه، وهو مدرب الانتصار والتحدي، وعندما يدرب مورينيو فريقاً تكون النتيجة هي الانتصار، لذلك نجد الحلول كلها معه والهدف فقط أن ينتصر لا غير، وهو الشخصية الرياضية الوحيدة التي ينتظر الناس تصريحاته، خصوصاً قبل هذا الكلاسيكو الكبير وقد عودنا على أن يقول كل شيء في باله من دون تردد أو خوف.

كما يجب أن نعطي المدرب الكبير غوارديولا مدرب برشلونة حقه، فمنذ أن تسلم تدريب الفريق وهو يعيش فرحة الانتصارات مع هذا المدرب صاحب الخلق الذي صنع تاريخاً جديداً للبارشا، ولا ننسى التصريح الشهير لرئيس النادي السابق لابورتا: « نحن نصنع النجوم، ولا نشتريهم »، فلم يبالغ أو يجامل فريقه عندما يقول ذلك، إذ إن برشلونة ومنذ القدم نادي الأساطير، وهو أكثر الأندية في أوروبا مثلها معظم أساطير الكرة عبر التاريخ، لم يكن معظمهم نجوماً عندما قدموا الى هذا الصرح الكبير، بل برشلونة من صنع منهم نجوماً، والأهم في ذلك أن غوارديولا كان مثالاً يحتذى به في تعامله مع وسائل الإعلام وهذا سر نجاح هذا المدرب الكبير.

وفي ليلة المباراة، نخرج لمشاهدة الكلاسيكو سواء في المقاهي أو المجالس الرياضية لكي نستمتع مع الأصدقاء بهذا اليوم غير العادي، لكن ما نراه عندنا معاكس، للأسف، حيث نشاهد شتماً وسباً وغير ذلك، وعلى جمهورنا العزيز سواء كان برشلونياً أو مدريدياً أن يمسك أعصابه، والكل فائز في هذا الكلاسيكو الأول في العالم.

وعند الموقعة الكبيرة، أقصد مباراة القمة والسهرة في الدوري الإسباني، ستكون بؤرة الاهتمام والأضواء مركزة على المواجهة بين الأرجنتيني ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو بصفتهما أفضل لاعبين في العالم حالياً.

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

الأكثر مشاركة